للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الفاء. {بِآياتِي:} جار ومجرور متعلّقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدّرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، وياء المتكلم في محل جرّ بالإضافة. {ثَمَناً:} مفعول به. {قَلِيلاً:} صفة له.

{وَمَنْ:} الواو: حرف استئناف. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لَمْ:} حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَحْكُمُ:} فعل مضارع مجزوم ب‍: {لَمْ} وهو في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من). {بِمَا:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية. {أَنْزَلَ اللهُ:} ماض، وفاعله، والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: بالّذي، أو بشيء أنزله الله.

وعلى اعتبارها مصدرية تؤوّل مع الفعل بعدها بمصدر في محلّ جر بالباء، التقدير: ومن لم يحكم بإنزال الله. وهو ضعيف معنى كما ترى. {فَأُولئِكَ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط.

(أولئك): اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محلّ له.

{هُمُ:} ضمير فصل لا محلّ له من الإعراب. {الْكافِرُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمّة... إلخ، هذا ويجوز اعتبار الضمير مبتدأ ثانيا. و {الْكافِرُونَ:} خبره، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والجملة الاسمية: {فَأُولئِكَ..}. إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور. والدّسوقي يقول: لا محلّ لها؛ لأنّها لم تحلّ محلّ المفرد. وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، كما ذكرته لك مرارا، وعليه فالكلام يعمّ كلّ من لم يحكم بما أنزل الله من اليهود، والنصارى، والمسلمين. هذا ويجوز اعتبار (من) اسما موصولا مبتدأ، والجملة الفعلية بعده صلته، والجملة الاسمية: {فَأُولئِكَ..}. إلخ في محل رفع خبره، ودخلت الفاء على الخبر؛ لأنّ الموصول يشبه الشرط في العموم، فيكون المقصود بهذه الآية اليهود خاصّة، ولا تنس: أنّه روعي لفظ (من) في رجوع الفاعل إليها، وروعي معناها في رجوع الإشارة إليها، وعلى كلّ اعتبار فالجملة اسمية، وهي مستأنفة لا محلّ لها.

{وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ (٤٥)}

الشرح: {وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ..}. إلخ يعني: وفرضنا على بني إسرائيل في التّوراة: أنّ نفس القاتل تقتل بنفس المقتول وفاقا، فيقتل به، وذلك: أنّ الله حكم في التوراة: أنّ على الزاني المحصن الرّجم، وأخبر تعالى: أنّ اليهود بدّلوه، وغيّروه، وأخبر أيضا أنّ في التوراة: أنّ النّفس بالنفس، وأنّ هؤلاء اليهود غيّروا هذا الحكم، وبدّلوه، ففضلوا بني النّضير على بني قريظة، فكان بنو

<<  <  ج: ص:  >  >>