بالفعل. {اللهَ:} اسمها. {بِكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {لَرَؤُفٌ:}(اللام): هي المزحلقة. (رؤوف): خبر: (إنّ). {رَحِيمٌ:} خبر ثان، والجملة الاسمية في محل نصب حال من كاف المخاطب، والرابط: الواو، والضمير. وإن اعتبرتها مستأنفة؛ فلا محل لها. وقيل:
الشرح:{وَما لَكُمْ أَلاّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ} أي: أيّ شيء يمنعكم من الإنفاق في سبيل الله، وفيما يقربكم من ربكم، وأنتم تموتون، وتتركون أموالكم، وهي صائرة إلى الله تعالى؟! فمعنى الكلام التوبيخ على عدم الإنفاق، والخطاب للمؤمنين. {وَلِلّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} أي: إنهما راجعتان إلى الله بانقراض من فيهما كرجوع الميراث إلى المستحق له.
(لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقتل) أكثر المفسرين على: أن المراد بالفتح: فتح مكة. وقال الشعبي، والزهري: فتح الحديبية. قال قتادة-رحمه الله تعالى-: كان قتالان أحدهما أفضل من الاخر، ونفقتان إحداهما أفضل من الأخرى، كان القتال، والنفقة قبل فتح مكة أفضل من القتال، والنفقة بعد ذلك. وفي الكلام حذف، التقدير: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح، وقاتل، ومن أنفق من بعد الفتح وقاتل، فحذف لدلالة الكلام عليه. وإنما كانت النفقة قبل الفتح أعظم؛ لأن حاجة الناس كانت أكثر لضعف الإسلام، وفعل ذلك كان على المنفقين حينئذ أشق، والأجر على قدر النّصب. والله أعلم.
{وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى} أي: المتقدمون المتناهون السابقون إلى القتال، والإنفاق في سبيل الله، والمتأخرون اللاحقون، وعدهم الله جميعا الحسنى، وهي الجنة مع تفاوت الدرجات. وما أشبه هذه الاية بآية (النساء) رقم [٩٥] وهي قوله تعالى: {لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ..}. إلخ.
وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «المؤمن القويّ خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلّ خير... إلخ». أخرجه مسلم. وعنه أيضا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«سبق درهم مئة ألف درهم». فقال رجل: يا رسول الله! وكيف ذلك؟ قال:«رجل له مال كثير، أخذ من عرضه مئة ألف درهم تصدّق بها، ورجل ليس له إلا درهمان، فأخذ أحدهما، فتصدّق به». أخرجه النسائي.