للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فينبت حوذانا وعوفا منوّرا... سأتبعه من خير ما قال قائل

فيروى (فينبت) بالنصب والرفع، فالنصب بأن مضمرة بعد الفاء في جواب الدعاء، وذلك قوله: «فلا زال» والرفع على الاستئناف. (له): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم.

{أَجْرٌ:} مبتدأ مؤخر. {كَرِيمٌ:} صفة {أَجْرٌ،} والجملة الاسمية معطوفة، أو مستأنفة، ولا محل لها على الاعتبارين. وقيل: في محل نصب حال، وهو وجه ضعيف. والجملة الاسمية:

{مَنْ ذَا الَّذِي..}. إلخ مستأنفة أيضا لا محل لها.

{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢)}

الشرح: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ..}. إلخ: يخبر الله تعالى عن مصير المؤمنين المتصادقين المخلصين: أنهم يوم القيامة يسعى نورهم بين أيديهم بحسب أعمالهم، كما قال عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-في قوله تعالى: {يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} قال: على قدر أعمالهم حين يمرون على الصراط، فمنهم من نوره مثل الجبل، ومنهم من نوره مثل النخلة، ومنهم من نوره مثل الرجل القائم، وأدناهم نورا من نوره في إبهامه يتقد مرة، ويطفأ مرة. رواه ابن أبي حاتم وابن جرير.

وقال الضحاك-رحمه الله تعالى-: ليس أحد إلا يعطى نورا يوم القيامة، فإذا انتهوا إلى الصراط؛ طفئ نور المنافقين، فإذا رأى ذلك المؤمنون؛ أشفقوا أن يطفأ نورهم، كما طفئ نور المنافقين، فيقولون في سورة (التحريم): {رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا}. {وَبِأَيْمانِهِمْ} أي: يسعى نورهم (بمعنى: يوجد) ويكون عن أيمانهم. وقيل: المعنى: وبأيمانهم كتبهم، كما قال تعالى: {فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ} والخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، أو لكل من يتأتى منه الرؤية.

{بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنّاتٌ..}. إلخ: أي: تقول لهم الملائكة: بشراكم اليوم دخول جنات، تجري من تحتها الأنهار؛ أي: من تحتهم، أو من تحت قصورهم أنهار اللبن، والماء، والخمر، والعسل.

{خالِدِينَ فِيها:} ماكثين فيها أبدا، لا يخرجون ولا يبرحون. {ذلِكَ:} الإشارة إلى ما تقدم من النور، والبشارة بالجنات المخلدة. {هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} أي: النجاح، والفلاح العظيم، الذي لا يعدله شيء. هذا؛ وانظر شرح (الأنهار) المذكورة في الاية رقم [١٥] من سورة (محمد صلّى الله عليه وسلّم).

هذا؛ و {تَرَى} ماضيه: رأى، وقياس المضارع ترأي، وقد تركت العرب الهمز في مضارعه لكثرته في كلامهم، وربما احتاجت إلى همزه، فهمزته، كما في قول سراقة بن مرداس البارقي، وهو الشاهد رقم [٥٠٤] من كتابنا: «فتح القريب المجيب». [الوافر] أري عينيّ ما لم ترأياه... كلانا عالم بالتّرّهات

<<  <  ج: ص:  >  >>