للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعيالها. قال: فجاء أبو الدحداح، فناداها يا أم الدحداح! قالت: لبيك! قال: اخرجي، فقد أقرضته ربي عز وجل، فقالت: ربح بيعك، وقرضك يا أبا الدحداح! ونقلت منه متاعها، وصبيانها إلى بستان لهم آخر، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح!». وفي رواية: «ربّ نخلة مدلاّة عروقها من درّ وياقوت لأبي الدحداح في الجنة».

هذا؛ وقال بعض العلماء: القرض لا يكون حسنا حتى تجتمع فيه أوصاف عشرة، وهي: أن يكون المال من الحلال. وأن يكون من أجود المال. وأن تتصدق به؛ وأنت محتاج إليه. وأن تصرف صدقتك إلى الأحوج إليها. وأن تكتم الصدقة ما أمكنك. وأن لا تتبعها بالمن، والأذى.

وأن لا ترائي بها الناس. وأن تستحقر ما تعطي، وتتصدق به؛ وإن كان كثيرا. وأن يكون من أحب أموالك إليك. وأن لا ترى عز نفسك؛ وذل الفقير. فهذه عشرة أوصاف إذا اجتمعت في الصدقة؛ كانت قرضا حسنا. انتهى. خازن. أقول: ولكل صفة دليل في القرآن، أو في السنة النبوية الشريفة، ولولا الإطالة؛ لبينات الدليل لكل صفة، فأسأل الله أن يوفق القارئ الكريم لاستنباطه مما ذكرت. والله ولي التوفيق.

{فَيُضاعِفَهُ لَهُ:} ما بين السبع إلى سبعمئة إلى ما شاء الحليم الكريم. وفي سورة (البقرة) رقم [٢٤٤]: {فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً} وانظر الاية رقم [١٨] الاتية.

الإعراب: {مَنْ:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {ذَا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة {ذَا،} أو بدل منها. هذا؛ وجوز أن يكون (من ذا) اسما مركبا مبنيا على السكون في محل رفع مبتدأ، و {الَّذِي} خبره. {يُقْرِضُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى {الَّذِي،} وهو العائد. {اللهَ:} منصوب على التعظيم، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {قَرْضاً:}

مفعول مطلق. وقيل: مفعول به، وهو ضعيف. {حَسَناً:} صفة {قَرْضاً}. {فَيُضاعِفَهُ:} (الفاء):

للسببية. (يضاعفه): فعل مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد الفاء، والفاعل يعود إلى {اللهَ} والهاء مفعول به. {اللهَ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر معطوف بالفاء على مصدر متصيد من الفعل السابق، التقدير: من ذا الذي يحصل منه إقراض لله تعالى، فمضاعفة له. هذا؛ ويقرأ الفعل بالرفع، فتكون الجملة الفعلية في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: فهو يضاعفه، والجملة الاسمية مستأنفة على حد قوله تعالى: {كُنْ فَيَكُونُ} في كثير من الايات، وعلى هذين الوجهين يكون كل ما جاء بعد الفاء؛ إذا وقعت في جواب الأمر، والنهي، والدعاء، والتمني، والعرض، والترجي، والاستفهام؛ لأن كل ذلك طلب، والنفي بأنواعه أيضا. قال النابغة الذبياني: [الطويل] فلا زال قبر بين تبنى وجاسم... عليه من الوسميّ جود ووابل

<<  <  ج: ص:  >  >>