للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تظنن بربّك ظنّ سوء... فإن الله أولى بالجميل

فإن العسر يتبعه يسار... وقول الله أصدق كلّ قيل

الإعراب: {فَإِنَّ:} الفاء: حرف تفريع واستئناف. (إن): حرف مشبه بالفعل. {مَعَ} ظرف مكان، أو ظرف زمان؛ لأنها بمعنى: «بعد» متعلق بمحذوف خبر (إنّ) تقدم على اسمها، و {مَعَ} مضاف، و {الْعُسْرِ} مضاف إليه. {يُسْراً:} اسم (إنّ) مؤخر، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، والتي بعدها تأكيد لها، لا محل لها مثلها.

{فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ (٨)}

الشرح: لمّا عدّد الله-عز وجل-على نبيه صلّى الله عليه وسلّم نعمه السالفة؛ بعثه على الشكر، والاجتهاد في العبادة، والنصب فيها، وأن لا يخلي وقتا من أوقاته منها، فإذا فرغ من عبادة؛ أتبعها بأخرى. والنصب: التعب. قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: معناه: إذا فرغت من الصلاة المكتوبة؛ فانصب إلى ربك في الدعاء، وارغب إليه في المسألة. وقال ابن مسعود-رضي الله عنه-: إذا فرغت من الفرائض؛ فانصب في قيام الليل. وقيل: إذا فرغت من التشهد، فادع لدنياك، وآخرتك. وقيل: إذا فرغت من جهاد عدوك؛ فانصب في عبادة ربك. وقيل: إذا فرغت من تبليغ الرسالة؛ فانصب في الاستغفار لك، وللمؤمنين. قال عمر-رضي الله عنه-: إني لأكره أن أرى أحدكم فارغا سبهللا، لا في عمل دنياه، ولا في عمل آخرته. السبهلل الذي لا شيء معه. وقيل: السبهلل: الباطل. انتهى. خازن.

قال القرطبي-رحمه الله تعالى-: ومن المبتدعة من قرأ هذه الآية «(فانصب)» بكسر الصاد والهمز في أوله. وقالوا: معناه انصب الإمام الذي تستخلفه. وهذا باطل في القراءة باطل في المعنى؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يستخلف أحدا. انتهى. {وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ} أي: تضرع إليه راغبا في الجنة راهبا من النار. وقيل: اجعل رغبتك إلى الله تعالى في جميع أحوالك لا إلى أحد سواه.

قال تعالى في مدح زكريا، وغيره من الأنبياء في سورة (الأنبياء): {إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ} والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {فَإِذا:} الفاء: حرف تفريع واستئناف. (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب.

{فَرَغْتَ:} فعل، وفاعل، والمتعلق محذوف للتعميم. انظر الشرح، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذا) إليها. {فَانْصَبْ:} الفاء: واقعة في جواب (إذا). (انصب): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، والجملة الفعلية جواب (إذا)، لا محل لها، و (إذا) ومدخولها كلام مستأنف،

<<  <  ج: ص:  >  >>