فذكر الله؛ انحلّت عقدة، فإن توضّأ؛ انحلّت عقدة، فإن صلّى؛ انحلت عقدة، فأصبح نشيطا طيب النّفس، وإلاّ أصبح خبيث النفس كسلان». متفق عليه.
وعنه أيضا قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله يبغض كلّ جعظريّ جوّاظ، صخّاب في الأسواق، جيفة باللّيل، حمار بالنّهار، عالم بأمر الدّنيا، جاهل بأمر الآخرة». رواه ابن حبان في صحيحه. هذا؛ والجعظريّ: الشديد الغليظ، والجوّاظ: الأكول، والصّخّاب: الصّيّاح.
وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٦٤] من سورة (الفرقان) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك، والله الموفق، والمعين، وبه استعين.
الإعراب:{وَمِنَ:} الواو: حرف عطف. {(مِنَ اللَّيْلِ):} متعلقان بالفعل بعدهما، أو هما متعلقان بفعل محذوف، تقديره: قم، فعلى الأول: الفاء زائدة، وعلى الثاني: عاطفة جملة: (تهجد) على المقدرة، والكلام معطوف على جملة:{أَقِمِ الصَّلاةَ} لا محل لها مثلها. {بِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {نافِلَةً:} فيه أوجه: أحدها: هو مفعول به للفعل قبله وهذا على تضمين (تهجد) معنى فعل متعد. والثاني: هو مفعول مطلق، والمعنى: فتنفل نافلة، والنافلة مصدر كالعاقبة، والعافية، والثالث: هو حال، والمعنى: فصلّ حال كون الصلاة نافلة. {لَكَ:} متعلقان ب: {نافِلَةً} أو بمحذوف صفة له. {عَسى:} البت في إعرابه يتوقف على إعراب: {مَقاماً} فإن فيه أربعة أوجه:
أحدها هو ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، والثاني: هو مفعول مطلق، عامله ما قبله؛ لأنه في معنى يقيمك، فهو مثل:«قعد جلوسا». الثالث: هو حال؛ أي: يبعثك ذا مقام محمود. الرابع: هو مفعول مطلق مؤكد لعامله المحذوف؛ أي: فتقوم مقاما؛ أي: هو مصدر ميمي، و {عَسى} على الأوجه الثلاثة دون الرابع يتعين فيها أن تكون تامة، ويكون فاعلها المصدر المؤول من:{أَنْ يَبْعَثَكَ،} ولا يجوز أن تكون ناقصة على أن يكون المصدر المؤول خبرا مقدما، و {رَبُّكَ} اسما مؤخرا، للفصل بأجنبي بين صلة الموصول، ومعمولها، فإن {مَقاماً} على الأوجه الثلاثة الأول: منصوب ب:
{يَبْعَثَكَ} وهو صلة ل: {أَنْ،} فإذا جعلت {رَبُّكَ} اسمها كان أجنبيا من الصلة، فلا يفصل به، وإذا جعلته فاعلا لم يكن أجنبيا، فلا يبالى بالفصل به، وأما على الوجه الرابع، فيجوز أن تكون {عَسى} التامة، والناقصة بالتقديم والتأخير لعدم المحظور المذكور؛ لأن {مَقاماً} معمول لغير الصلة، وهذا من محاسن صناعة النحو. انتهى. بتصرف من الجمل نقلا عن السمين؛ علما بأن ابن هشام لم يجوز إلا التمام. {مَحْمُوداً:} صفة مقاما، وجملة:{عَسى..}. إلخ تعليل لطلب التهجد.
الشرح:{وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي..}. إلخ: قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: معناه: أدخلني مدخل صدق المدينة، وأخرجني مخرج صدق من مكة. نزلت حين أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالهجرة،