للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك، فإن أدوات الشرط متى أجيبت ب‍: «إن» النافية، أو ب‍: «ما» أو ب‍: «لا» وجب اقترانها بالفاء، و (إذا) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب. {أَهذَا:} الهمزة: حرف استفهام وتقرير وتحقير. الهاء: حرف تنبيه لا محل له. (ذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

{الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبره. {بَعَثَ:} فعل ماض. {اللهُ:}

فاعله. {رَسُولاً:} حال من الضمير المنصوب، وقيل: هو مفعول مطلق؛ لأن معنى بعث: أرسل، ويكون معنى رسولا: رسالة، وجملة: {بَعَثَ..}. إلخ صلة الموصول لا محل لها، والعائد محذوف؛ إذ التقدير: الذي بعثه الله رسولا، والجملة الاسمية: {أَهذَا..}. إلخ في محل نصب مقول القول لقول محذوف، يقع حالا من واو الجماعة، التقدير: قائلين: {أَهذَا الَّذِي..}. إلخ.

هذا؛ وأجيز اعتبار الجملة الاسمية: {أَهذَا..}. إلخ في محل نصب مقول القول لقول محذوف، تقديره: يقولون: أهذا الذي... إلخ، وهذه الجملة جواب (إذا) لا محل لها، وعليه فجملة: {إِنْ يَتَّخِذُونَكَ..}. إلخ معترضة بين شرط (إذا) وجوابها.

{إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْلا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (٤٢)}

الشرح: {إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا:} قولهم هذا دليل على شدة مجاهدة الرسول صلّى الله عليه وسلّم في دعوتهم، وبذله قصارى الوسع والطاقة في استعطافهم، مع عرض الآيات والمعجزات عليهم، حتى شارفوا بزعمهم أن يتركوا دينهم إلى دين الإسلام لولا فرط لجاجهم، واستمساكهم بعبادة آلهتهم. {لَوْلا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها} أي: لولا أن ثبتنا عليها، واستمسكنا بعبادتها. {وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ..}. إلخ: وعيد وتهديد ودلالة على أنهم لا يفوتونه، وإن طالت مدة الإمهال، فلا بد للوعيد أن يلحقهم، فلا يغرنهم التأخير. {مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً:} هو كالجواب عن قولهم: {إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا} لأن نسبة الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلى الضلال من حيث لا يضل غيره إلا من هو ضال في نفسه، ويروى: أن هذا الكلام من قول أبي جهل الخبيث. وانظر شرح {كادَ} في الآية رقم [٧٣] من سورة (الإسراء) فإنه جيد.

الإعراب: {إِنْ:} مخففة من الثقيلة مهملة لا عمل لها عند البصريين، وقال الكوفيون: هي حرف نفي بمعنى ما. {كادَ:} فعل ماض من أفعال المقاربة، واسمها ضمير مستتر تقديره:

«هو» يعود إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم. {لَيُضِلُّنا:} اللام: هي الفارقة بين النفي والإثبات عند البصريين، وهي بمعنى «إلا» عند الكوفيين. (يضلنا): فعل مضارع، والفاعل يعود إلى الرسول أيضا، و (نا): ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب خبر {كادَ}.

{عَنْ آلِهَتِنا:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، و (نا): في محل جر بالإضافة. {لَوْلا:}

<<  <  ج: ص:  >  >>