للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ وفي القرطبي قوله: وفي حديث النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من فرّق بين ثلاث فرق الله بينه وبين رحمته يوم القيامة، من قال: أطيع الله، ولا أطيع الرسول، والله يقول: {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ،} ومن قال: أقيم الصلاة، ولا أوتي الزكاة، والله تعالى يقول: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ،} ومن فرق بين شكر الله، وشكر والديه، والله عز وجل يقول: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ»}.

الإعراب: {وَأَطِيعُوا:} (الواو): حرف استئناف. (أطيعوا): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {اللهَ:} منصوب على التعظيم، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، والتي بعدها معطوفة عليها، لا محل لها مثلها. {فَإِنْ:} (الفاء): حرف استئناف.

(إن): حرف شرط جازم. {تَوَلَّيْتُمْ:} فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط.

والتاء فاعله، والمتعلق محذوف، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف، التقدير: فلا ضرر، ولا بأس على رسولنا في توليكم عن طاعتنا وطاعته. {فَإِنَّما:} (الفاء): حرف تعليل. (إنما): كافة ومكفوفة. {عَلى رَسُولِنَا:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. و (نا): في محل جر بالإضافة، والتقديم يفيد الحصر.

{الْبَلاغُ:} مبتدأ مؤخر. {الْمُبِينُ:} صفة {الْبَلاغُ} والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، وهي مفيدة للتعليل.

{اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٣)}

الشرح: المعنى: لا معبود إلا الله، ولا خالق ولا رازق غيره، فعليه توكلوا في جميع أموركم، وحركاتكم، وسكناتكم وإليه الجؤوا في جميع شؤونكم.

الإعراب: {اللهُ:} مبتدأ، وجملة: {لا إِلهَ إِلاّ هُوَ:} في محل رفع خبره، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. وانظر تفصيل الإعراب في الاية رقم [٢٢] من سورة (الحشر).

{وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} انظر ما ذكرته بشأن هذه الجملة في الاية رقم [١٠] من سورة (المجادلة) ففيها الكفاية.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤)}

الشرح: قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: نزلت هذه الاية في المدينة المنورة في عوف بن مالك الأشجعي-رضي الله عنه-شكا إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم جفاء أهله، وولده. فنزلت. وأخرج ابن جرير الطبري عن عطاء بن يسار؛ قال: نزلت سورة (التغابن) كلها بمكة إلا هؤلاء الايات:

<<  <  ج: ص:  >  >>