للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«هو»، يعود إلى المصدر المفهوم من الفعل، أو هو محذوف يدل عليه المقام، التقدير: وقيل قول. وبعضهم يعتبر الجار، والمجرور: (لهم) المذكور، أو المقدر كما هنا في محل رفع نائب فاعل، والمعتمد الأول، وأيده ابن هشام في المغني، حيث قال: إن الجملة التي يراد لفظها، يحكم لها بحكم المفردات، ولهذا تقع مبتدأ، نحو: «لا حول ولا قوة إلاّ بالله كنز من كنوز الجنة». ونحو (زعموا: مطيّة الكذب) وقول معاوية بن خليل النصري شاعر إسلامي-وهو الشاهد رقم [٧٩٣] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» إعراب شواهد مغني اللبيب-. [الطويل]

وما راعني إلاّ يسير بشرطة... وعهدي به قينا يسير بكير

والجملة الفعلية: {وَقِيلَ مَنْ راقٍ} معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر مثلها. {وَظَنَّ:}

الواو: حرف عطف. (ظن): فعل ماض، والفاعل يعود إلى ما يفهم من المقام، أي: ظن الذي بلغت روحه التراقي. {أَنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء في محل نصب اسمه. {الْفِراقُ:} خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي (ظنّ)، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر مثلها. (التفت): فعل ماض، والتاء للتأنيث. {السّاقُ:} فاعل. {بِالسّاقِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وتعليقهما بحال من {السّاقُ} الأولى جيد معنى، أي: حالة كون الساق ملتفة بالساق الثانية. {إِلى رَبِّكَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {يَوْمَئِذٍ:} (يوم): ظرف زمان متعلق بالخبر المحذوف، أو بمحذوف خبر ثان، أو بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، وتعليقه بالمصدر بعده ضعيف؛ لأن المصدر لا يعمل مؤخرا، وقد يجاب بأنه يتوسع في الظرف والجار، والمجرور ما لا يتوسع في غيرهما؛ و (إذ) ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل جر بالإضافة، والتنوين عوض عن جملة محذوفة، التقدير: يوم إذ تلتف الساق بالساق.

{الْمَساقُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية تدل، أو قائمة مقام جواب {إِذا} التقدير: إذا بلغت الروح الحلقوم تساق إلى حكم ربها، و {إِذا} ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له.

{فَلا صَدَّقَ وَلا صَلّى (٣١) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلّى (٣٢) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطّى (٣٣) أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٤) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٥)}

الشرح: {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلّى:} يعني أبا جهل الخبيث لم يصدق بالقرآن، ولا بالرسول صلّى الله عليه وسلّم، ولم يصل لله تعالى. وقيل: يرجع هذا إلى الإنسان في أول السورة، وهو اسم جنس. والأولى التعميم لكل من لم يصدق، ولم يصل من الكافرين، والفاجرين، والفاسدين المفسدين؛ لأن خصوص السبب لا يمنع التعميم إلى يوم القيامة. وقيل: صدق من: التصدق، والمعنى: فلا تصدق بشيء يدخره عند الله. هذا؛ وكررت (لا) في الجملة الثانية؛ لأن المقرر في القواعد النحوية: أن (لا) إذا دخلت على جملة اسمية، ولم تعمل فيها، أو دخلت على فعل ماض؛ وجب

<<  <  ج: ص:  >  >>