التقدير: ويتم نعمته إتماما كائنا مثل إتمامها على أبويك... إلخ، وهذا ليس مذهب سيبويه، وإنما مذهبه في مثل هذا التركيب أن يكون منصوبا على الحال من المصدر المضمر المفهوم من الفعل المتقدم، وإنما أحوج سيبويه إلى هذا؛ لأن حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامه، لا يجوز إلا في مواضع محصورة، وليس هذا منها. {إِنَّ}: حرف مشبه بالفعل. {رَبُّكَ}:
اسمها، والكاف في محل جر بالإضافة. {عَلِيمٌ حَكِيمٌ}: خبران ل {إِنَّ،} والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها، ولعلك تدرك معي: أن الآية الكريمة بكاملها إنما هي من مقول يعقوب على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.
عبرة للمعتبرين، وانظر السائلين في مقدمة هذه السورة، وإنما كانت السورة بكاملها عبرة، وعظة لما فيها من الحكم، ومنها رؤيا يوسف، وما حقق الله فيها، ومنها حسد إخوته له، وما آل إليه أمرهم من الحسد، ومنها صبر يوسف على بلواه مثل إلقائه في الجب، وبيعه عبدا، وسجنه بعد ذلك، وما آل إليه أمره من الملك، ومنها ما تشتمل عليه من حزن يعقوب، وصبره على فقد ولده، وما آل إليه أمره من بلوغ المراد، وغير ذلك من الآيات التي إذا فكر فيها الإنسان؛ اعتبر، واتعظ، هذا؛ ويقرأ: «(آية)» بالإفراد أيضا.
تنبيه: كان أولاد يعقوب اثني عشر رجلا: روبيل، وهو أكبرهم، وشمعون، ولاوي، ويهوذا، وزبالون ويشجر، وأمهم ليا بنت ليّان، وهي ابنة خال يعقوب، وولد له من جاريتين، اسم إحداهما زلفة، والأخرى بلهة أربعة أولاد: وأسماؤهم: دان، ونفتالي، وجاد، وآشر، ثم توفيت ليا، فتزوج يعقوب أختها راحيل، فولدت له يوسف، وبنيامين، فهؤلاء بنو يعقوب، وهم الأسباط، وعنهم تفرعت قبائل بني إسرائيل، وقد بينت لك في آيات كثيرة: أن إسرائيل هو يعقوب نفسه.
الإعراب:{لَقَدْ}: اللام: هي لام الابتداء، أو واقعة في جواب قسم محذوف، التقدير:
والله لقد إلخ. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {كانَ}: ماض ناقص. {فِي يُوسُفَ}: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر: {كانَ} تقدم على اسمها، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة. (إخوته): معطوف على: {يُوسُفَ،} والهاء في محل جر بالإضافة. {آياتٌ}: اسم {كانَ} مؤخر. {لِلسّائِلِينَ}: متعلقان بمحذوف صفة: {آياتٌ،} وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض... إلخ، وفاعله مستتر فيه، ومفعوله محذوف، وجملة:{لَقَدْ كانَ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، أو هي جواب قسم محذوف، كما رأيت، والقسم وجوابه كلام مستأنف لا محل له.