للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة التّحريم

بسم الله الرّحمن الرّحيم سورة (التحريم) مدنية في قول الجميع، وتسمى سورة (النّبيّ) وهي اثنتا عشرة آية، ومئتان وسبع وأربعون كلمة، وألف وستون حرفا. انتهى خازن.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١)}

الشرح: اختلف في سبب نزول صدر هذه السورة، فقد روي: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يقسم بين نسائه، فلما كان يوم حفصة استأذنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في زيارة أبويها، فأذن لها، فلما خرجت أرسل إلى جاريته مارية القبطية، فعاشرها في بيت حفصة-رضي الله عنها-فرجعت فوجدتها في بيتها، فغارت غيرة شديدة، وقالت: أدخلتها بيتي في غيابي، وعاشرتها على فراشي؟ ما أراك فعلت هذا إلا لهواني عليك! فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مسترضيا لها: «إني حرمتها عليّ، ولا تخبري بذلك أحدا!». فلما خرج من عندها قرعت حفصة-رضي الله عنها-الجدار الذي بينها وبين عائشة؛ وكانتا متصافيتين، وأخبرتها بسر النبي صلّى الله عليه وسلّم، فغضب رسول الله، وحلف ألا يدخل على نسائه شهرا، واعتزلهنّ، وطلق حفصة-رضي الله عنها-.

وروي: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يدخل على زوجه زينب-رضي الله عنها-فيشرب عندها عسلا، فاتفقت عائشة، وحفصة-رضي الله عنهما-على أن تقول له كل واحدة إذا دنا منها:

أكلت مغافير، وهو طعام حلو كريه الريح، فلما مر على حفصة؛ قالت له ذلك، ثم دخل على عائشة، فقالت له مثل ذلك، وكان صلّى الله عليه وسلّم يكره أن توجد منه رائحة كريهة، فقال صلّى الله عليه وسلّم: «لا ولكني شربت عسلا عند زينب، ولن أعود». وحلف، فنزلت الآيات.

هذا والرواية الأولى عند المفسرين أشهر في سبب النزول، وهي: أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم حرم عليه مارية القبطية. وقد أخرجها الدارقطني عن ابن عباس-رضي الله عنهما-. والرواية الثانية ذكرت في الصحيحين بأوسع من هذا، وهي أصح إسنادا من الأولى، ولكن كونها سببا للنزول مستبعد، والذي يرجح الرواية الأولى أمور:

<<  <  ج: ص:  >  >>