للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ وإن اعتبرت (من) اسما موصولا مبتدأ، وجملة: {أَشْكُرُ} صلته، والجملة الفعلية: {فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} خبره؛ فهو جيد، وتكون الفاء زائدة دخلت على الخبر؛ لأن الموصول يشبه الشرط في العموم. {وَمَنْ كَفَرَ:} مثل: (من شكر). {فَإِنَّ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (إن): حرف مشبه بالفعل. {رَبِّي:} اسم (إن) منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم

إلخ، {غَنِيٌّ كَرِيمٌ:} خبران ل‍: (إن)، والجملة الاسمية: {فَإِنَّ رَبِّي..}. إلخ في محل جزم جواب الشرط، وتتمة الكلام مثل سابقه بلا فارق، والكلام: {وَمَنْ شَكَرَ..}. إلخ مستأنف، وهو في محل نصب مقول القول؛ لأنه من جملة قول سليمان على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.

{قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ (٤١)}

الشرح: {قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها:} بتغيير شكله، وهيئته. وقيل: هو أن يزاد فيه، أو ينقص منه. وقيل: هو أن يجعل أعلاه أسفله، ويجعل مكان الجوهر الأحمر أخضر، ومكان الأخضر أحمر، {نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي} إلى معرفته، {أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ} إلى معرفته، والجواب الصواب. وقيل: أتهتدي إلى الإيمان بالله ورسوله؛ إذا رأت عرشها عندنا، وقد خلفته في قصرها مغلقة عليه الأبواب، موكلة عليه الحراس.

قال الفراء وغيره: إنما أمر سليمان بتنكير عرشها؛ لأن الشياطين قالوا له: إن في عقلها شيئا، فأراد أن يمتحنها. وقيل: خافت الجن أن يتزوجها سليمان، فيولد له منها ولد، فيبقون مسخرين لآل سليمان أبدا؛ لأن أمها جنية كما ذكرته لك فيما سبق. فقالوا لسليمان: إنها ضعيفة العقل.

ورجلها كرجل الحمار، وإنها شعراء الساقين، فقال: {نَكِّرُوا لَها عَرْشَها} لنعرف عقلها، وكان لسليمان-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-ناصح من الجن، فقال: كيف لي أن أرى قدميها من غير أن أسألها كشفهما؟ فقال: أنا أجعل لك في هذا القصر ماء، وأجعل فوق الماء زجاجا، تظن: أنه ماء، فترفع ثوبها، فترى قدميها، فهذا هو الصرح المذكور في الآية رقم [٤٤].

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره: «هو» يعود إلى سليمان، {نَكِّرُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون؛ لأنّ مضارعه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق. {لَها:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {عَرْشَها:} مفعول به، و (ها): ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {نَنْظُرْ:} فعل مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للطلب، وقرئ برفعه على الاستئناف، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا، تقديره: «نحن»، وهو معلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام. {أَتَهْتَدِي:} الهمزة: حرف استفهام. (تهتدي): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر تقديره: «هي» يعود إلى بلقيس، والمتعلق محذوف، انظر الشرح، والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به للفعل {نَنْظُرْ} المعلق عن العمل لفظا بسبب

<<  <  ج: ص:  >  >>