للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو النجم. {الثّاقِبُ:} صفة له، والجملة الاسمية في محل نصب حال من {الطّارِقِ،} والعامل في الحال اسم الاستفهام.

{إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظٌ (٤)}

الشرح: قال قتادة: حفظة يحافظون عليك رزقك، وعملك، وأجلك. وقيل: المعنى إن كل نفس إلا عليها حافظ يحفظها من الآفات حتى يسلمها إلى القدر؛ أي: المقادير. هذا؛ وقد روي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: أنه قال: «وكّل بالمؤمن ملائكة يذبون عنه ما لم يقدر عليه، كما يذب عن قصعة العسل الذباب ولو وكل العبد إلى نفسه طرفة عين؛ لاختطفته الشياطين». أقول: وهذا الحفظ يشمل المؤمن، والفاجر، والفاسق، والكافر بلا ريب. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٠] من سورة (الانفطار). هذا؛ ويقرأ بتشديد الميم، وتخفيفها.

الإعراب: {إِنْ:} حرف نفي بمعنى: «ما». {كُلُّ:} مبتدأ، وهو مضاف، و {نَفْسٍ} مضاف إليه. {لَمّا:} حرف بمعنى: «إلا» مفيدة للحصر. {عَلَيْها:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {حافِظٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ. هذا؛ وإن اعتبرت الجار، والمجرور متعلقين بمحذوف خبر {كُلُّ،} ف‍: {حافِظٌ} يكون فاعلا بمتعلق الجار، والمجرور. هذا؛ وعلى قراءة تخفيف الميم ف‍: {إِنْ} مخففة من الثقيلة مهملة، و {كُلُّ} مبتدأ، واللام هي الفارقة بين النفي والإثبات، وهي لازمة. قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-: [الرجز]

وخفّفت إنّ فقلّ العمل... وتلزم اللاّم إذا ما تهمل

وما صلة، وباقي الإعراب مثل ما تقدم بلا فارق، وأجيز تعليق {عَلَيْها} ب‍: {حافِظٌ} على أنه خبر {كُلُّ،} والجملة الاسمية على الاعتبارين جواب القسم لا محل لها، وما بينهما كلام معترض لا محل له. هذا؛ ومثل هذه الآية قوله تعالى في سورة (يس) رقم [٣٢]: {وَإِنْ كُلٌّ لَمّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ،} وقوله في سورة (الزخرف) رقم [٣٥]: {وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا} وخذ قول الشاعر-وهو الشاهد رقم [٥١٥] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [الرجز]

قالت له بالله يا ذا البردين... لمّا غنثت نفسا أو اثنين

{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ (٧) إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (٨) يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (٩)}

الشرح: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ} أي: ابن آدم. والمعنى: فلينظر الإنسان نظر تفكر، واعتبار. {مِمَّ خُلِقَ؟:} من أي شيء خلقه الله؟ قال القرطبي-رحمه الله تعالى-: وجه الاتصال بما قبله:

<<  <  ج: ص:  >  >>