للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإشارة، وهذا الفصل لا يجوز بغير الكاف من حروف الجر. {عَرْشُكِ:} مبتدأ مؤخر، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية في محل رفع نائب فاعل: {قِيلَ،} وهذا جار على قول من يجيز وقوع الجملة فاعلا، ويكون جاريا على القاعدة في بناء الفعل للمجهول:

«يحذف الفاعل، ويقام المفعول به مقامه» وهذا لا غبار عليه. و {قِيلَ:} نائب الفاعل ضمير مستتر، تقديره: «هو» يعود إلى المصدر المفهوم من الفعل، أو هو محذوف يدل عليه المقام، التقدير: وقيل قول، وقيل: الجار والمجرور المقدران في الشرح في محل رفع نائب فاعل، وجملة: {قِيلَ} جواب (لما)، لا محل لها، و (لما) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له.

{قالَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل يعود إلى بلقيس أيضا، {كَأَنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب اسمها، {هُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع خبر: (كأن)، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة:

{قالَتْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وَأُوتِينَا:} الواو: حرف عطف. (أوتينا): فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون، و (نا): ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل، وهو المفعول الأول. {الْعِلْمَ:} مفعول به ثان. {مِنْ قَبْلِها:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {الْعِلْمَ،} والجملة الفعلية: {وَأُوتِينَا..}. إلخ في محل نصب مقول القول لقول محذوف، التقدير: وقالت بلقيس: وأوتينا... إلخ، أو قال سليمان:

وأوتينا... إلخ، حسب ما رأيت في الشرح، وهذا الكلام معطوف على جملة: {قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ} لا محل له مثلها. {وَكُنّا:} الواو: حرف عطف. (كنا): فعل ماض ناقص مبني على السكون، و (نا): ضمير متصل في محل رفع اسمه. {مُسْلِمِينَ:} خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، وجملة: {وَكُنّا مُسْلِمِينَ} معطوفة على ما قبلها، فمحلها مثل محل ما قبلها.

{وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ (٤٣)}

الشرح: {وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ:} صرفها عن الإيمان بالله، وتوحيده، وعبادته ما كانت تعبده من دون الله من عبادة الشمس، وغيرها. وقيل المعنى: وصدها سليمان عن ما كانت تعبده من دون الله، وذلك بسبب إسلامها على يديه، فحال بينها، وبين ذلك. {إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ:} قرئ بكسر الهمزة وفتحها، وهذا الكلام من إخبار الله تعالى بأنها كانت كافرة؛ لأنها نشأت بين قوم كافرين.

هذا؛ والعبادة غاية التذلل، ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال، وهو الله تعالى؛ ولذا يحرم السجود لغيره تعالى. وقيل: العبودية أربعة: الوفاء بالعهود، والرضا بالموجود، والحفظ للحدود، والصبر على المفقود. وعن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «يقول الله تعالى: أنا، والإنس، والجن في

<<  <  ج: ص:  >  >>