للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموصول لا محل لها. {شُعَيْباً:} مفعول به. {كَأَنْ:} حرف مشبه بالفعل مخفف من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، التقدير: «كأنهم». {لَمْ:} حرف نفي، وقلب، وجزم.

{يَغْنَوْا:} مضارع مجزوم ب‍ {لَمْ،} وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق. {فِيهَا:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية في محل رفع خبر: {كَأَنْ،} والجملة الاسمية: {كَأَنْ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {الَّذِينَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {كَذَّبُوا:} ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق. {هُمُ:} ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع توكيد لواو الجماعة، وحرك بالضم لالتقاء الساكنين، أو هو ضمير فصل لا محل له من الإعراب، ولو قرئ ما بعده بالرفع؛ لكان مبتدأ، وما بعده خبره؛ إذ يجوز في مثل ذلك ثلاثة أوجه، ولكني لم أعثر على قراءة بالرفع فيبقى الوجهان اللذان ذكرتهما. {الْخاسِرِينَ:} خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء إلى آخره، وجملة: {كانُوا..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {الَّذِينَ..}. إلخ بدل مما قبلها، أو هي توكيد لها، والغرض من ذلك المبالغة كما ذكرته سابقا. خذ هذا الإعراب، وتوكل على الوهاب.

هذا؛ وقال أبو البقاء {الَّذِينَ كَذَّبُوا} لك فيه ثلاثة أوجه: أحدها: هو مبتدأ، وفي الخبر وجهان: أحدهما: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} وما بعده جملة أخرى، أو بدل من الضمير في:

{يَغْنَوْا،} أو نصب بإضمار: «أعني». والثاني: أن الخبر: {الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً..}. إلخ و {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا} على هذا حال من الضمير في: {كَذَّبُوا،} والوجه الثاني: أن يكون صفة لقوله: {الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ} والثالث: أن يكون بدلا منه، وعلى الوجهين يكون: {كَأَنْ لَمْ..}. إلخ حالا، وهو تكلف، وتعسف، كما ترى. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{فَتَوَلّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ (٩٣)}

الشرح: {فَتَوَلّى عَنْهُمْ وَقالَ..}. إلخ انظر شرح هذا الكلام في الآية رقم [٧٩] بلا فارق بينهما. {فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ} أي: فكيف أحزن... إلخ.

قال النسفي: اشتد حزنه على قومه، ثم أنكر على نفسه، فقال: كيف يشتد حزني على قوم، ليسوا بأهل للحزن عليهم، لكفرهم، واستحقاقهم ما نزل بهم؟! أو أراد: لقد أعذرت لكم في الإبلاغ، والتحذير مما نزل بكم، فلم تصدقوني، فكيف أحزن عليكم؟! انتهى. بتصرف.

{آسى:} أحزن، والماضي: أسى، والمصدر أسا من باب: تعب، فهو أسيّ مثل: حزين،

<<  <  ج: ص:  >  >>