للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحقيقي أن تقول: فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض، كراهة توالي أربع متحركات، فيما هو كالكلمة الواحدة. وهكذا قل في إعراب كل فعل ماض، اتصل به ضمير رفع متحرك، مثل: سمعت، وسمعن، وسمعنا... إلخ.

{بِهذا:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء المقحمة حرف تنبيه، لا محل له. {فِي الْمِلَّةِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من اسم الإشارة؛ أي: موجودا في الملة. {الْآخِرَةِ:} صفة: {الْمِلَّةِ}. {إِنْ:} حرف نفي بمعنى: «ما». {بِهذا:}

مبتدأ. {إِلاَّ:} حرف حصر. {اِخْتِلاقٌ:} خبر المبتدأ، والآية كلها في محل نصب مقول القول؛ لأنها من مقول الكافرين.

{أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمّا يَذُوقُوا عَذابِ (٨)}

الشرح: {أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ:} على محمد صلّى الله عليه وسلّم. {الذِّكْرُ:} الوحي، أو القرآن؛ الذي يتلوه. {مِنْ بَيْنِنا:} فهم ينكرون اختصاص النبي صلّى الله عليه وسلّم بالوحي من بينهم، وهو مثلهم أو أدون منهم في الشرف، والسيادة، والرياسة. وقد صرح الله بقولهم هذا في سورة (الزخرف) رقم [٣١]: {وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} وهذا هو صريح الحسد، والحقد، الذي يغلي في صدورهم. وقولهم هذا شبيه بقول قوم صالح على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام: {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذّابٌ أَشِرٌ (٢٥) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذّابُ الْأَشِرُ} سورة القمر [٢٥] و [٢٦].

{بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي:} من وحيي، وقرآني؛ الذي أنزلته عليك يا محمد. وهذا يعني: أنهم قد علموا: أنك لم تزل صدوقا فيما بينهم، أمينا عندهم، وإنما شكّوا فيما أنزلته عليك، هل هو من عندي أم لا؟ {بَلْ لَمّا يَذُوقُوا عَذابِ} أي: لم يذوقوا عذابي بعد، وذوقهم له متوقع، فإذا ذاقوه؛ زال عنهم الشك، وصدقوا، وتصديقهم لا ينفعهم حيئذ؛ لأنهم صدقوا مضطرين، وإنما المضطر تصديقه لا ينفعه، كما لم ينفع فرعون حين أدركه الغرق، فقال: {آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. هذا؛ وانظر استعارة ذوق العذاب في الآية رقم [٣٨] من سورة (الصافات).

الإعراب: {أَأُنْزِلَ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. (أنزل): فعل ماض مبني للمجهول.

{عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {الذِّكْرُ:} نائب فاعل. {مِنْ بَيْنِنا:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من: {الذِّكْرُ،} و (نا): في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية: {أَأُنْزِلَ..}. إلخ من مقول الكافرين أيضا. {بَلْ:} حرف إضراب. {هُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {فِي شَكٍّ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ.

والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {مِنْ ذِكْرِي:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {شَكٍّ،} أو بمحذوف صفة له، وعلامة الجر كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال

<<  <  ج: ص:  >  >>