بعده، التقدير: قال الله من قبل قولا مثل هذا القول، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محلّ له. {قالَ اللهُ:} ماض، وفاعله. {مِنْ قَبْلُ:} متعلقان بما قبلهما، وبني {قَبْلُ} على الضم؛ لقطعه عن الإضافة لفظا لا معنى، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. وجملة:
{قُلْ..}. إلخ، مستأنفة، لا محلّ لها.
{فَسَيَقُولُونَ:} الفاء: حرف استئناف. السين: حرف استقبال. (يقولون): مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {قَبْلُ:} حرف عطف، وإضراب. {تَحْسُدُونَنا:} مضارع، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية معطوفة على جملة محذوفة، التقدير: فسيقولون: لم يأمركم الله بذلك، بل تحسدوننا، والكلام كله في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية:(سيقولون...) إلخ مستأنفة، لا محل لها. {قَبْلُ:} حرف عطف، وإضراب. {كانُوا:} ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق، وجملة:{لا يَفْقَهُونَ} في محل نصب خبر (كان)، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {إِلاّ:} حرف حصر. {قَلِيلاً:} صفة مفعول مطلق محذوف، التقدير: إلا فقها قليلا. هذا؛ وإن رددته إلى واو الجماعة، فهو مستثنى منه، ويكون التقدير: إلا قليلا منهم، وبعضهم يعتبره صفة ظرف زمان محذوف، التقدير: إلا وقتا قليلا.
الشرح:{قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ:} كرر ذكرهم بهذا الاسم، مبالغة في الذم، وإشعارا بشناعة التخلف. {سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} يعني: بني حنيفة قوم مسيلمة الكذاب، وأهل الردة، الذين حاربهم أبو بكر الصديق-رضي الله عنه-. لأنّ مشركي العرب، والمرتدين هم الذين لا يقبل منهم إلا الإسلام، أو السيف عند أبي حنيفة-رحمه الله تعالى-، ومن عداهم من مشركي العجم، وأهل الكتاب، والمجوس تقبل منهم الجزية. وعند الشافعي-رحمه الله تعالى-لا تقبل الجزية إلا من أهل الكتاب، والمجوس دون مشركي العجم، والعرب. وهذا دليل على صحة إمامة أبي بكر-رضي الله عنه-، فإنهم لم يدعوا إلى حرب في أيام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكيف يدعوهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع قوله تعالى في سورة (التوبة) رقم [٨٤]: {فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا}.
وقيل: هم فارس والروم، ومعنى {يُسْلِمُونَ:} ينقادون؛ لأن الروم نصارى، وفارس مجوس، يقبل منهم إعطاء الجزية، فإن قلت: عن قتادة: أنهم ثقيف، وهوازن، وكان ذلك، في أيام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قلت: إن صح ذلك؛ فالمعنى: لن تخرجوا معي أبدا ما دمتم على ما أنتم عليه من مرض القلوب، والاضطراب في الدين. أو على قول مجاهد كان المعنى: أنهم لا