{(فَكانَتْ...)} إلخ في محل رفع خبر المبتدأ. {فَأَرَدْتُ:} فعل، وفاعل. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {أَعِيبَها:} مضارع منصوب ب: {أَنْ،} والفاعل تقديره: «أنا»، وها: مفعول به، و {أَنْ} والمضارع في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به، وجملة:{فَأَرَدْتُ..}. إلخ معطوفة على جملة: {(فَكانَتْ...)} إلخ فهي في محل رفع مثلها. {وَكانَ:} ماض ناقص. {وَراءَهُمْ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر كان مقدم، والهاء في محل جر بالإضافة. {مَلِكٌ:} اسم (كان) مؤخر. {يَأْخُذُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى {مَلِكٌ}. {كُلَّ:} مفعول به، و (كل): مضاف، و {السَّفِينَةُ:} مضاف إليه. {غَصْباً:} مفعول مطلق عامله محذوف؛ أي: يغصبها غصبا، والجملة الفعلية هذه في محل نصب حال من فاعل يأخذ. وقيل: هو مفعول لأجله. وقيل: هو مصدر في موضع الحال؛ وقيل: مفعول مطلق عامله أخذ من معناه، وجملة:{يَأْخُذُ..}. إلخ في محل رفع صفة {مَلِكٌ،} وجملة: {وَكانَ..}. إلخ معطوفة على جملة:(كانت...) إلخ فهي في محل رفع مثلها. وقيل: هي في محل نصب حال من واو الجماعة، والأول: أقوى. هذا؛ والآية بكاملها في محل نصب مقول القول؛ إذ هي من مقول الخضر عليه السّلام.
الشرح:{وَأَمَّا الْغُلامُ} أي: الذي قتلته. {فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ:} وهو كافر، فقد جاء في صحيح الحديث:«أنه طبع يوم طبع كافرا» وهذا يؤيد: أنه غير بالغ. {فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما..}.
إلخ: هذا من كلام الخضر وهو الذي يؤيده سياق الكلام، والمعنى خفنا أن يكلف أبويه الكفر لشدة محبتهما له، أو يحملهما عليه حملا، وذلك مجاراة له فيما يحب ويرغب؛ لأنه مجبول على الكفر حال ولادته، وحال معيشته، وحال موته، وكأن الله قد أباح للخضر الاجتهاد في قتل الأولاد على هذه الجهة. وقيل: هو من كلام الله تعالى وعنه عبر الخضر. قال الطبري: معناه فعلمنا، وهو قول ابن عباس-رضي الله عنهما-، وهذا يكون كما كنى سبحانه عن العلم بالخوف في قوله جل ذكره:{إِلاّ أَنْ يَخافا أَلاّ يُقِيما حُدُودَ اللهِ}. هذا؛ وجاء:«خشي» بمعنى:
علم في قول الشاعر:[الكامل]
ولقد خشيت بأنّ من تبع الهدى... سكن الجنان مع النّبيّ محمّد
قالوا: معناه: علمت. هذا؛ والخشية: خوف يشوبه تعظيم، وأكثر ما يكون ذلك عن علم بما يخشى منه، وهو المراد منه بخشية عباد الله المؤمنين المتكررة في القرآن العظيم. هذا؛ والماضي: