للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرط غير ظرفي. {فَلا:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (لا): نافية للجنس تعمل عمل «إنّ».

{غالِبَ:} اسم (لا) مبني على الفتح في محل نصب. {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (لا)، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحلّ محلّ المفرد، والجملة الشرطية مستأنفة لا محلّ لها. {وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ:}

إعرابه مثل إعراب سابقه. {فَمَنْ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (من): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {ذَا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبره.

{الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة: {ذَا}. أو هو بدل منها. هذا؛ وجوز أن يكون: (من ذا) اسما مركبا مبنيّا على السكون في محل رفع مبتدأ، والذي خبره.

{يَنْصُرْكُمُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى: {الَّذِي} وهو العائد، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {مِنْ بَعْدِهِ:} متعلقان بما قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية: (من ذا...) إلخ في محل جزم جواب الشرط... إلخ، و (إن) ومدخولها كلام معطوف على ما قبله، لا محل له مثله. {وَعَلَى اللهِ..}. إلخ: انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [١٢٢].

{وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١٦١)}

الشرح: قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: نزلت هذه الآية في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر، فقال بعض القوم: لعلّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخذها، فنزلت الآية الكريمة. أخرجه أبو داود، والترمذيّ. وروي عن الضّحاك-رحمه الله تعالى-قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طلائع، وجاءت غنائم للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلم يقسم للطّلائع، فأنزل الله الآية الكريمة.

وروي ابن جرير الطّبري عن ابن عباس-رضي الله عنهما-قوله: المعنى: ما كان لنبيّ أن يقسم إلى طائفة من المؤمنين، ويترك طائفة، ويجور في القسم، ولكن يقسم بالعدل، ويأخذ فيه بأمر الله تعالى، ويحكم فيه بما أنزل الله، يقول: ما كان الله ليجعل نبيّا يغلّ من أصحابه، فإذا فعل ذلك؛ استنّوا به.

وقال مقاتل، والكلبي: نزلت في غنائم أحد حين ترك الرّماة المركز للغنيمة، وقالوا: نخشى أن يقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: من أخذ شيئا فهو له، أو ألا تقسم الغنائم، كما لم تقسم يوم بدر، فتركوا المركز، ووقعوا في الغنائم، فقال لهم النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ألم أعهد إليكم ألا تتركوا المركز، حتّى يأتيكم أمري؟» قالوا: تركنا بعض إخواننا وقوفا، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: بل ظننتم أنا نغلّ، فلا نقسم.

فأنزل الله هذه الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>