نصب حال على توجيهين: الأول: على اعتبار الفعل بمعنى الماضي. والثاني: على اعتبار الجملة الفعلية في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: وأنتم تعلمون... إلخ. وأحد هذين التوجيهين؛ لا يجوز؛ لأن الجملة الفعلية المضارعية الواقعة حالا لا يجوز أن تقترن بالواو. قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-في ألفيته:[الرجز] وذات بدء بمضارع ثبت... حوت ضميرا ومن الواو خلت
وذات واو بعدها انو مبتدا... له المضارع اجعلنّ مسندا
{فَلَمّا:}(الفاء): حرف استئناف. (لما): انظر الاية رقم [١٦] من سورة (الحشر).
{زاغُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، تقديره: زاغوا عن الحق، والجملة الفعلية لا محل لها على اعتبار (لمّا) حرفا؛ لأنها ابتدائية، وفي محل جر بإضافة (لمّا) إليها على اعتبارها ظرفا. {أَزاغَ:} فعل ماض. {اللهِ:} فاعله.
{قُلُوبَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية جواب (لمّا)، لا محل لها، و (لمّا) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له. {وَاللهُ:}(الواو): حرف استئناف. (الله):
مبتدأ. {لا:} نافية. {يَهْدِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى (الله)، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {الْقَوْمَ:} مفعول به. {الْفاسِقِينَ:} صفة {الْقَوْمَ} منصوب مثله، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
الشرح:{وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ} أي: واذكر يا محمد لقومك هذه القصة أيضا.
ولم يقل:«يا قوم» كما قال موسى-على نبينا، وعليهما ألف صلاة، وألف سلام-؛ لأنه لا نسب له فيهم، فيكونون قومه؛ لأنه لا أب له، كما هو معروف، ومشهور، والنسب للأب، لا للأم. فتنبه لهذا، واحفظه فإنه جيد، والحمد لله. {إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ} أي: مرسل إليكم رسولا من قبل الله تعالى بالوصف المذكور في التوراة. {مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ} أي: مصدقا، ومعترفا بأحكام التوراة، الموجودة بين يديّ، وكتب الله، وأنبيائه جميعا، ولم آتكم بشيء يخالف التوراة؛ حتى تنفروا عني، وتبتعدوا مني. {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} أي: وجئت لأبشركم ببعثة رسول يأتي من بعدي اسمه: أحمد. قال الالوسي: وهذا الاسم الكريم علم لنبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم، كما قال حسان-رضي الله عنه-: [الكامل]