{جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً}. {وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ:} لا يوفقهم إلى طريق الحق والصواب؛ لأنهم مالوا عن طريق الحق والصواب، وظلموا أنفسهم بالمعاصي، والخروج عن طاعة الله، وسبق في علم الله الأزلي: أنهم من أهل النار، ولو تركوا وشأنهم؛ لما اختاروا غير ذلك. وهذا جواب لمن يعترض، ويقول: لماذا لا يهديهم، ولا يوفقهم إلى طريق الحق والصواب. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{وَإِذْ:}(الواو): حرف عطف، أو حرف استئناف. (إذ): ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بفعل محذوف، تقديره: اذكر وقت، أو هو مفعول به لهذا المحذوف، وهو أولى. {قالَ:} ماض. {مُوسى:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الفعلية مع مقولها في محل جر بإضافة (إذ) إليها.
{لِقَوْمِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {يا قَوْمِ:}(يا): أداة نداء تنوب مناب أدعو، أو أنادي. (قوم): منادى منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف، والياء المحذوفة في محل جر بالإضافة، وحذف الياء هذه إنما هو بالنداء خاصة؛ لأنه لا لبس فيه، ومنهم من يثبت الياء ساكنة، فيقول:(يا قومي)، ومنهم من يثبتها، ويحركها بالفتحة، فيقول:(يا قومي)، ومنهم من يقلبها ألفا بعد فتح ما قبلها، فيقول:
(يا قوما)، ومنهم من يحذف الياء بعد قلبها ألفا، وإبقاء الفتحة على الميم دليلا عليها، فيقول:
(يا قوم) قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-في ألفيته:[الرجز] واجعل منادى صحّ إن يضف ليا... كعبد عبدي عبد عبدا عبديا
ويزاد لغة سادسة، وهو لغة القطع (يا قوم) بضم الميم، ففي الحديث الشريف «يقول العبد:
يا ربّ، يا ربّ». وقرئ في سورة (يوسف) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام: {(قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ...)} إلخ، والجملة الندائية في محل نصب مقول القول. {لِمَ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما، وانظر تفصيل إعرابها في الاية رقم [٣]. {تُؤْذُونَنِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {وَقَدْ:}(الواو): واو الحال.
(قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {تَعْلَمُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط:
الواو، والضمير. {أَنِّي:} حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها. {رَسُولُ:} خبر (إنّ)، وهو مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {إِلَيْكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من {رَسُولُ اللهِ} وأجيز تعليقهما ب: {رَسُولُ؛} لأنه بمعنى مرسول الله. و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محلّ نصب سد مسد مفعولي {تَعْلَمُونَ}. هذا؛ وساغ اعتبار الجملة الفعلية في محل