للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَإِذا:} الواو: حرف عطف، أو حرف استئناف. (إذا): انظر الآية رقم [٥٣].

{سَمِعُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {اللَّغْوَ:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذا) إليها على المشهور المرجوح. {أَعْرَضُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق. {عَنْهُ:} جار ومجرور متعلقان به، والجملة الفعلية جواب (إذا) لا محل لها، و (إذا) ومدخولها معطوف على الجمل الفعلية السابقة، فهو في محل رفع مثلها، أو هو مستأنف، لا محل له. {وَقالُوا:} الواو: حرف عطف. (قالوا): فعل، وفاعل. {لَنا:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. {أَعْمالُنا:} مبتدأ مؤخر، و (نا): في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ} معطوفة عليها، وهي مثلها في المحل والإعراب. {سَلامٌ:} مبتدأ، وساغ الابتداء به، وهو نكرة؛ لأنه بمعنى الدعاء. {عَلَيْكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول أيضا. {لا:} نافية. {نَبْتَغِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، وفاعله ضمير مستتر تقديره: «نحن». {الْجاهِلِينَ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، والجملة الفعلية في محل نصب حال من نا، والرابط: الضمير فقط، وجملة: {وَقالُوا..}. إلخ معطوفة على جملة: (أعرضوا...) إلخ لا محل لها مثلها.

{إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٥٦)}

الشرح: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ:} هذا الخطاب لسيد الخلق وحبيب الحق صلّى الله عليه وسلّم، والمعنى: لا تقدر أن تدخل في الإسلام كل من أحببت أن يدخل فيه من قومك، وغيرهم؛ لأنك عبد لا تعلم المطبوع على قلبه من غيره {وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي:} يدخل في الإسلام {مَنْ يَشاءُ} وهو الذي علم أنه غير مطبوع على قلبه، وأن الألطاف تنفع فيه، فيقرن به ألطافه حين تدعوه إلى القبول.

قال النسفي-رحمه الله تعالى-: والآية حجة على المعتزلة؛ لأنهم يقولون: الهدى هو البيان، وقد هدى الله الناس أجمع، ولكنهم لم يهتدوا بسوء اختيارهم، فدل على أن وراء البيان ما يسمى هداية، وهو خلق الاهتداء، وإعطاء التوفيق، والقدرة. انتهى. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٧] من سورة (الفرقان).

{وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} أي: بالقابلين من الذين لا يقبلون. قال الزجاج: أجمع المسلمون:

أنها نزلت في أبي طالب، وذلك: أن أبا طالب قال عند موته: يا معشر بني هاشم، أطيعوا محمدا، وصدقوه؛ تفلحوا، وترشدوا. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «يا عم! تأمرهم بالنصيحة؛ لأنفسهم، وتدعها لنفسك!». قال: فما تريد يا بن أخي؟ قال: «أريد منك كلمة واحدة، فإنك في آخر يوم

<<  <  ج: ص:  >  >>