هذا؛ و «شيء» في اللغة عبارة عن كل موجود، إما حسا كالأجسام، وإما حكما كالأقوال، نحو قلت: شيئا، وجمع الشيء: أشياء (غير منصرف) واختلف في علته اختلافا كبيرا، والأقرب ما حكي عن الخليل-رحمه الله تعالى-: أن وزنه: شيآء، وزان حمراء، فاستثقل وجود همزتين في تقدير الإجماع، فنقلت الأولى إلى أول الكلمة: فبقيت لفعاء، كما قلبوا أدؤرا فقالوا: آدر وشبهه، وجمع الأشياء: أشايا.
الإعراب:{لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مُلْكُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، و {مُلْكُ} مضاف، و {السَّماواتِ} مضاف إليه. {يُحْيِي:}
فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر تقديره:«هو»، يعود إلى الله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من الضمير المجرور بقوله:{لَهُ،} والرابط: الضمير فقط. هذا؛ واللام مفيدة للملك الحقيقي، الذي هو اتساع المقدور لمن له تدبير الأمور، أو هي في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو يحيي. والجملة الاسمية هذه في محل نصب حال من الضمير في {لَهُ،} وإن اعتبرت الجملة الفعلية مستأنفة فلا محل لها. {وَيُمِيتُ:} الواو: حرف عطف. (يميت): فعل مضارع، والفاعل يعود إلى الله أيضا، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها على جميع الوجوه المعتبرة فيها. {وَهُوَ:}(الواو): واو الحال. (هو): مبتدأ. {عَلى كُلِّ:} متعلقان ب: {قَدِيرٌ} بعدهما، و {كُلِّ} مضاف، و (شيء):
مضاف إليه. {قَدِيرٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير المجرور محلا ب:{لَهُ،} والرابط: الواو، والضمير، وإن اعتبرتها مستأنفة؛ فلا محل لها.
الشرح: اختلف في معاني هذه الأسماء، وقد شرحها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شرحا يغني عن قول كل قائل، فقال في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-: «اللهمّ أنت الأول، فليس قبلك شيء، وأنت الاخر، فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنّا الدين، وأغننا من الفقر». عنى بالظاهر: الغالب، وبالباطن: العالم. والله أعلم. انتهى. قرطبي. {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ:} بما كان، ويكون، وسيكون، فلا يخفى عن علمه شيء، وهو السميع العليم.
وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: هو الأول قبل كل شيء بلا ابتداء، كان هو، ولم يكن شيء موجودا. والاخر بعد فناء كل شيء بلا انتهاء يفني الأشياء كلها، ويبقى هو. والظاهر الغالب العالي على كل شيء. والباطن العالم بكل شيء. هذا؛ والطباق ظاهر بين {الْأَوَّلُ} و (الاخر) وبين (الظاهر) و (الباطن) وهو من المحسنات البديعية. وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يدعو عند النوم، فيقول: «اللهمّ ربّ السموات السبع وربّ العرش العظيم، ربّنا وربّ كلّ شيء،