محل جر ب:{عَلى} والجار، ومجرور متعلقان ب:(قادرون) بعدهما. {لَقادِرُونَ:} خبر إن مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، واللام هي المزحلقة، والجملة الاسمية:{وَإِنّا..}. إلخ في محل نصب حال من الفاعل المستتر بالفعلين السابقين، والرابط: الواو، والضمير. أو هي مستأنفة، لا محل لها، وهو أقوى، وأولى.
الشرح: لقد أمر الله نبيه صلّى الله عليه وسلّم في هذه الآية بالصفح، والعفو، ومكارم الأخلاق، ودفع السيئة بالحسنة، فما كان منها لهذه الأمة فيما بينهم؛ فهو محكم باق في الأمة إلى يوم القيامة، وما كان فيها من موادعة الكفار، وترك التعرض لهم، والصفح عن أمورهم فمنسوخ بآية القتال، وقيل: هي محكمة أيضا في حق الكفار بحيث لم يؤد ذلك إلى وهن في الدين، أو إلى انتهاك حرمة المسلمين؛ إذ المداراة محثوث عليها ما لم تؤد إلى ما ذكر، وسترى مزيدا لذلك في سورة (فصلت) رقم [٣٣] إن شاء الله تعالى.
{نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ} أي: يصفوننا من نسبة الشريك إلينا، ومن اتخاذ الصاحبة، والولد، أو بما يصفونك به يا محمد من قولهم: هو شاعر، ساحر، كاهن، مجنون، إلى غير ذلك. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه. هذا؛ وأصل {السَّيِّئَةَ:} السّيوئة، فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء. وأصل {يَصِفُونَ:} يوصفون، فحذفت الواو لوقوعها بين عدوتيها، وهما الياء والكسرة، وتحذف من المبدوء بالهمزة والنون والتاء حملا على المبدوء بالياء من كل مضارع مأخوذ من ماض مبدوء بالواو، مثل وعد، وزن، ورث... إلخ، و {أَعْلَمُ} ليس على بابه من التفضيل؛ لأن الله لا يشركه في علمه أحد.
الإعراب:{اِدْفَعْ:} أمر، وفاعله:«أنت». {بِالَّتِي:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (التي) صفة لموصوف محذوف، التقدير: بالخصلة التي، والجملة الاسمية:{هِيَ أَحْسَنُ} صلة الموصول لا محل لها. {السَّيِّئَةَ:} مفعول به، والجملة الفعلية:{اِدْفَعْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، وإنما لم يقل: فادفع بالتي هي أحسن، أي: بقرن الجملة الفعلية الطلبية بالفاء الفصيحة؛ لأنه على تقدير قائل قال: فكيف أصنع، فقال: ادفع بالتي هي أحسن. {نَحْنُ:} ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. {أَعْلَمُ:} خبره. {بِما:} متعلقان به، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: أعلم بالذي، أو:
بشيء يصفوننا به. أو بالذي، أو: بشيء يصفونك به. وعلى اعتبار المصدرية، تؤول (ما) مع الفعل بمصدر في محل جر بالباء، التقدير: نحن أعلم بوصفهم لنا، أو بوصفهم لك، والجملة الاسمية تعليل للأمر، لا محل لها. وقيل: في محل نصب حال. ولا وجه له.