لم يؤمنوا؛ لأن الإيمان ليس بمشيئتهم، وإرادتهم، وإنما هو بمشيئة الله، وأيضا الكفر بمشيئته، فمن شاء الله له الإيمان آمن، ومن شاء له الكفر كفر. هذا؛ وانظر الجهل، والجاهل في الآية رقم [٣٥].
الإعراب:{وَلَوْ:} الواو: حرف استئناف. (لو): حرف لما كان سيقع لوقوع غيره.
{أَنَّنا:}(أنّ): حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها. {نَزَّلْنا:} فعل، وفاعل. {إِلَيْهِمُ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {الْمَلائِكَةَ:} مفعول به، والجملة الفعلية:{نَزَّلْنا..}. إلخ في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل رفع فاعل لفعل محذوف هو شرط (لو) عند المبرد، التقدير: لو ثبت إنزالنا الملائكة. وقال سيبويه: هو في محل رفع بالابتداء والخبر محذوف، التقدير: ولو إنزالنا ثابت، أو حاصل. وقول المبرد هو المرجح. وانظر بقية الكلام في الآية رقم [٥٨]. والجملة الفعلية:{وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى} معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها، وأيضا جملة:{وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ} معطوفة عليها، فهي في محل رفع مثلها. {قُبُلاً:}
حال من:{كُلَّ شَيْءٍ}. وقيل: هو ظرف. والأول أقوى. {ما:} نافية. {كانُوا:} ماض ناقص، والواو اسمه. {لِيُؤْمِنُوا:} مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام الجحود، وعلامة نصبه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق، و «أن» المضمرة، والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر {كانُوا} التقدير: ما كانوا مريدين للإيمان، والجملة الفعلية:{ما كانُوا..}. إلخ جواب (لو) لا محل لها، و (لو) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. {إِلاّ:} حرف استثناء، والمصدر المؤول من:{أَنْ يَشاءَ اللهُ} في محل نصب حال مستثنى من عموم الأحوال، وهل الاستثناء متصل، أو منقطع؟ خلاف. (لكنّ): حرف مشبه بالفعل. {أَكْثَرَهُمْ:} اسمها، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:{يَجْهَلُونَ} في محل رفع خبر (لكنّ)، والجملة الاسمية هذه معطوفة على جملة:
{كانُوا..}. إلخ لا محل لها مثلها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح:{وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ..}. إلخ: المعنى: كما جعلنا لك أعداء من قومك، أو من غيرهم؛ جعلنا لكل نبي بعث قبلك إلى قومه أعداء من شياطين الإنس، والجن. {نَبِيٍّ:} انظر الآية رقم [٥/ ٨١]. {عَدُوًّا:} العدو: ضد الصديق، وهو على وزن فعول بمعنى فاعل، مثل: صبور، وشكور، وما كان على هذا الوزن، يستوي فيه المفرد، والمثنى، والجمع، والمذكر، والمؤنث إلا لفظا واحدا جاء نادرا، قالوا:«هذه عدوة الله». قال تعالى {إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} وقال حكاية عن قول إبراهيم-عليه السّلام-: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاّ رَبَّ الْعالَمِينَ} والجمع: أعداء، وأعاد، وعدات، وعدى. وقيل: أعاد جمع: أعداء، فيكون جمع الجمع. وفي القاموس المحيط،