للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجازى. وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: يوم الدين يوم حساب الخلائق، يدينهم بأعمالهم، إن خيرا؛ فخير، وإن شرا؛ فشرّ، إلا من عفا الله عنه، والأمر أمره. ثم قال: ألا له الخلق والأمر. هذا؛ والدّين (بفتح الدال) القرض المؤجل. وجمع الأول: أديان، وجمع الثاني: ديون، وأدين. هذا؛ والدينونة: القضاء، والحساب. والدّيانة: اسم لجميع ما يتعبد به الله تعالى. هذا؛ والدين العادة، والعمل، ومنه قوله: [الوافر]

تقول إذا أدرت لها وضيني... فهذا دينها أبدا وديني

الإعراب: {وَقالُوا:} الواو: حرف استئناف. (قالوا): ماض، وفاعله، والألف للتفريق.

(يا): أداة نداء، والمنادى محذوف، كأنهم قالوا لبعضهم: يا هؤلاء ويلا لنا، فلما أضاف؛ حذف اللام الثانية، وعليه ف‍: (ويل) مصدر مفعول مطلق فعله محذوف، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وهذا قاله الجلال، وأيده الجمل، وقول لمكي، وأجيز اعتبار: (ويلنا) منادى، فيكون المعنى: يقول الكافر يوم القيامة: تعال يا ويل هذا زمانك، وإبانك. وقال الكوفيون: إن «وي» كلمة برأسها، و (لنا) جار ومجرور متعلقان به. ولا معنى لهذا إلا بتأويل بعيد، وهو أن يكون: يا عجب لنا؛ لأن (وي) تفسر بمعنى: أعجب منا، وعليه يكون الكافر قد نادى العجب، والجملة في محل نصب مقول القول. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {يَوْمُ:} خبر المبتدأ، و {يَوْمُ} مضاف، و {الدِّينِ} مضاف إليه، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وقال الجلال: وتقول لهم الملائكة: هذا يوم الدين. وعليه فالوقف على قوله: {يا وَيْلَنا،} والمعنى لا يؤيده.

{هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢١)}

الشرح: {هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي..}. إلخ: أي: هذا يوم القضاء، والفرق بين الهدى، والضلال، وبين المحسن، والمسيء، قال تعالى في سورة (المرسلات): {هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ}.

الإعراب: {هذا:} مبتدأ. {يَوْمُ:} خبره، وهو مضاف، و {الْفَصْلِ} مضاف إليه. {الَّذِي:}

اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة: {يَوْمُ}. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما، {تُكَذِّبُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان)، وجملة: {كُنْتُمْ..}. إلخ صلة الموصول، لا محل لها. هذا؛ والآية الكريمة تحتمل أن تكون من قول الكفرة لبعضهم، وتحتمل أن تكون من قول الملائكة لهم، وهو الأرجح هنا، ويؤيده ما بعده. وقيل: هو من قول الله تعالى لهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>