للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل الإسلام، وأول ذل أصاب أهل الكتاب بأيدي المسلمين، وينبغي أن تعلم أن الكلام على مشركي العرب قد تم عند الآية السابقة، وهي الآيات التي بعث بها النبي صلّى الله عليه وسلّم عليّا ابن عمه ليقرأها على الناس يوم الحج الأكبر كما قد رأيت سابقا.

الإعراب: {قاتِلُوا}: أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، وانظر إعراب: {اُسْجُدُوا} في الآية رقم [١١] (الأعراف). {الَّذِينَ}: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، وجملة: {لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ} صلة الموصول لا محل لها. {لا}:

زائدة لتأكيد النفي. {بِالْيَوْمِ}: معطوفان على ما قبلهما. {وَلا يُحَرِّمُونَ}: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، و {لا}: زائدة لتأكيد النفي، والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصلة لا محل لها مثلها. {ما}: تحتمل الموصولة، والموصوفة فهي مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: حرمه الله ورسوله، وجملة: {وَلا يَدِينُونَ} معطوفة على جملة الصلة لا محل لها مثلها. {دِينَ}: مفعول مطلق، أو هو مفعول به على تفسير (يدينون): يعتقدون، و {دِينَ}: مضاف، و {الْحَقِّ}: مضاف إليه من إضافة الموصوف لصفته.

{مِنَ الَّذِينَ}: متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة. {أُوتُوا}: ماض مبني للمجهول، والواو فاعله، وهو المفعول الأول، والألف للتفريق، والجملة الفعلية صلة الموصول.

{الْكِتابَ}: مفعول به ثان. {حَتّى}: حرف غاية وجر. {يُعْطُوا}: مضارع منصوب ب‍ «أن» مضمرة بعد {حَتّى،} وعلامة نصبه حذف النون.. إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمفعول الأول محذوف؛ إذ التقدير: حتى يعطوكم. {الْجِزْيَةَ}: مفعول به ثان، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر ب‍ {حَتّى} والجار والمجرور متعلقان بالفعل (قاتلوا). {عَنْ يَدٍ}: متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة، وجملة: {وَهُمْ صاغِرُونَ} في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير.

{وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ اِبْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ اِبْنُ اللهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنّى يُؤْفَكُونَ (٣٠)}

الشرح: {وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ}: وقد اختلف في سبب قولهم هذا، فأكتفي بما قاله الكلبي: إن بختنصر لما غزا بيت المقدس بعد سليمان عليه السّلام، وظهر على بني إسرائيل، وقتل من قرأ التوراة، كان عزيز إذ ذاك صغيرا، فلم يقتله لصغره فلما رجع بنوا إسرائيل إلى بيت المقدس، وليس فيهم من يقرأ التوراة بعث الله لهم عزيرا ليجدد لهم ما في التوراة،

<<  <  ج: ص:  >  >>