للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، {إِلاّ}: حرف حصر. {هُوَ}: ضمير مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {آخِذٌ}: خبره، وفاعله مستتر فيه. {بِناصِيَتِها}: متعلقان ب‍ {آخِذٌ،} و (ها): في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية: {هُوَ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {ما مِنْ دَابَّةٍ..}. إلخ تعليل، أو مستأنفة لا محل لها، والجملة الاسمية: {إِنَّ رَبِّي..}. إلخ مثلها تعليل، أو مستأنفة.

تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (٥٧)}

الشرح: {فَإِنْ تَوَلَّوْا} أي: فإن تتولوا بمعنى تعرضوا عن الإيمان بما أرسلت به إليكم، فقد حذفت من الفعل إحدى التاءين، وهذا الحذف كثير في القرآن الكريم والكلام العربي. {فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ} أي: فقد أديت ما كلفت به من التبليغ وإلزام الحجة، فلم أقصر بشيء من ذلك، وإنما التقصير حاصل منكم في قبول ذلك. {وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ} أي:

يهلككم ويخلق من هو أطوع منكم يوحدونه ويعبدونه، ففيه تهديد ووعيد لهم. {وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً} أي: بإعراضكم، وإنما تضرون أنفسكم بذلك، وقيل: المعنى لا تنقصونه شيئا إذا أهلككم؛ لأن وجودكم وعدمكم عنده سواء. {إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ}: رقيب، فلا يخفي عليه شيء من أعمالكم، فيجازيكم بها، الإحسان بالإحسان، والإساءة بالإساءة.

الإعراب: {فَإِنْ}: الفاء: حرف استئناف. (إن): حرف شرط جازم. {تَوَلَّوْا}: مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، ومتعلقه محذوف، التقدير: فإن تتولوا عن الإيمان بالله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَقَدْ}: الفاء: واقعة في جواب الشرط. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {أَبْلَغْتُكُمْ}: فعل وفاعل ومفعول به أول، {ما}: موصولة، أو موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ثان. {أُرْسِلْتُ}: ماض، ونائب فاعله. {بِهِ}:

متعلقان بما قبلهما. {إِلَيْكُمْ}: متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: {أُرْسِلْتُ..}. إلخ صلة {ما..}.

أو صفتها، والعائد أو الرابط: الضمير المجرور محلاّ بالباء، وجملة: {فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ..}. إلخ في محل جزم جواب الشرط، هذا هو الظاهر، وعند التأمل يظهر لك أن الجواب محذوف، وأن الجملة الفعلية تعليل لهذا المحذوف، وتقدير الكلام: فإن تتولوا عن الإيمان بالله فلا أبالي، ولا علي مؤاخذة في شأنكم لأني قد... إلخ. و (إن) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له.

(يستخلف): مضارع مرفوع. {رَبِّي}: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء

<<  <  ج: ص:  >  >>