للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{يَحْيى:} خبره مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الاسمية في محل جر صفة (غلام). {لَمْ:} حرف نفي، وقلب، وجزم. {نَجْعَلْ:} مضارع مجزوم ب‍: {لَمْ،} والفاعل مستتر تقديره: «نحن». {لَهُ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعول به.

{مِنْ قَبْلُ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بما بعدهما، و {قَبْلُ:} مبني على الضم لقطعه عن الإضافة لفظا لا معنى. {سَمِيًّا:} مفعول به، وجملة: {لَمْ نَجْعَلْ..}. إلخ في محل جر صفة ثانية لغلام، أو في محل نصب حال منه بعد وصفه بما تقدم. هذا؛ والآية الكريمة كلها في محل نصب مقول القول لقول محذوف، انظر تقديره في الشرح. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{قالَ رَبِّ أَنّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ اِمْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (٨)}

الشرح: {قالَ رَبِّ أَنّى يَكُونُ لِي غُلامٌ:} هذا استفهام عن كيفية حدوث الغلام، واستبعاد من حيث العادة، أو استعظام لشأن خلقه، أو هو تعجب من قدرة الله، لا استبعاد، وإنكار، فلا يرد كيف قال زكريا ذلك، ولم يكن شاكا في قدرة الله تعالى عليه؟. انتهى. جمل في (آل عمران). {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} أي: النهاية في الكبر، ونحول الجسم، ودقة العظم، وذهاب القوى، وعتا الشيء: يبس، وقسا. وقال الشاعر: [الخفيف]

إنّما يعذر الوليد ولا يع‍... ذر من كان في الزّمان عتيّا

هذا؛ و {عِتِيًّا} أصله: عتوو، كقعود، فاستثقلوا توالي الضمتين والواوين، فكسرت التاء تخفيفا، وقلبت الواو الأولى ياء لمناسبة الكسرة، والثانية ياء أيضا لتدغما في بعضهما، فحصل فيه ثلاثة أعمال، وهذا كله على غير قراءة حفص، وفي قراءته بكسر العين أيضا إتباعا لكسرة التاء، كقولهم في: عصي، وقسي: عصي وقسي، فتكون الأعمال أربعة. هذا؛ والعتو: العناد، والطغيان. والعاتي: المجاوز للحد في الاستكبار، والعاتي: الجبار أيضا. وقيل: العاتي: هو المبالغ في ركوب المعاصي، المتمرد الذي لا يقع منه الوعظ، والتنبيه موقعا. انتهى. مختار، وخذ قوله تعالى: {لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً} وأما {سَمِيًّا} فأصله: (سميو، فاجتمعت الواو، والياء، وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياء، وأدغمت فيها الياء، وهو فعيل بمعنى: مفعول. انتهى جمل. هذا؛ وانظر (عتيا) ومعناه في الآية [٦٩]).

الإعراب: {قالَ:} ماض، والفاعل يعود إلى (زكريا). {رَبِّ:} انظر الآية رقم [٣].

{أَنّى:} اسم استفهام بمعنى: كيف، أو بمعنى: من أين، فعلى الأول: مبني على السكون في محل نصب حال من (غلام)، والعامل في الحال {يَكُونُ} وساغ مجيء الحال من النكرة

<<  <  ج: ص:  >  >>