للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفعلية: {كَذَّبَ بِآياتِ اللهِ} صلة: (من)، أو صفتها، والعائد، أو الرابط رجوع الفاعل إليها، وجملة: {وَصَدَفَ عَنْها} معطوفة عليها. {سَنَجْزِي:} السين: حرف استقبال. (نجزي): مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر تقديره: «نحن». {الَّذِينَ:}

مفعوله الأول. وجملة: {يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا} صلة الموصول لا محل لها. {سُوءَ:} مفعول به ثان، وهو مضاف، و {الْعَذابِ:} مضاف إليه، من إضافة الصفة للموصوف، {بِما:} متعلقان بالفعل: (نجزي) وما تحتمل الموصوفة، والموصوفة، والمصدرية، والجملة الفعلية بعدها صفتها، أو صلتها، والرابط، أو العائد محذوف، التقدير: بشيء، أو: بالذي كانوا يصدفون عنه، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول بما بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير: بصدوفهم، أو بصدفهم عن آيات الله. وانظر الآية رقم [١٢٤]. وجملة: {سَنَجْزِي..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ اِنْتَظِرُوا إِنّا مُنْتَظِرُونَ (١٥٨)}

الشرح: {هَلْ يَنْظُرُونَ} أي: ما ينتظرون. يعني: أهل مكة. وهم ما كانوا منتظرين لذلك، ولكن لما كان يلحقهم لحوق المنتظر؛ شبهوا بالمنتظرين انتهى بيضاوي. وقال الخازن: وتقدير الآية: أنهم لا يؤمنون بك إلا إذا جاءتهم إحدى هذه الأمور الثلاث، فإذا جاءتهم إحداها؛ آمنوا، وذلك حين لا ينفعهم إيمانهم. انتهى. {تَأْتِيَهُمُ:} انظر (أتى) في الآية رقم [٤]. {الْمَلائِكَةُ:}

انظر الآية رقم [١١] (الأعراف). والمراد: ملائكة الموت، أو ملائكة العذاب. {يَأْتِيَ رَبُّكَ} أي:

أمره بالعذاب. وقال الخازن: يعني للحكم، وفصل القضاء بين الخلق يوم القيامة. وانظر الآية رقم [٢/ ٢١٠] لشرح هذا المجيء، والإتيان. أو {يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ} أي: علامات الساعة.

عن حذيفة بن أسد الغفاري، والبراء بن عازب-رضي الله عنهما-قالا: كنا نتذاكر الساعة؛ إذ أشرف علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «ما تذاكرون؟ قلنا: نتذاكر الساعة، قال: إنّها لا تقوم حتّى تروا قبلها عشر آيات، الدخان، ودابة الأرض، وخسفا بالمشرق، وخسفا بالمغرب، وخسفا بجزيرة العرب، والدجال، وطلوع الشمس من مغربها، ويأجوج، ومأجوج، ونزول عيسى عليه الصلاة والسّلام، ونارا تخرج من عدن». {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ:} المراد به طلوع الشمس من مغربها، وهو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وذلك: أن الكفار يسلمون في زمن عيسى، عليه الصلاة والسّلام، ولو لم ينفع الكفار إيمانهم أيام عيسى؛ لما صار الدين واحدا، فإذا قبض عيسى، ومن معه من المسلمين، رجع أكثرهم إلى الكفر، فعند ذلك تطلع الشمس من مغربها، فإذا رآها الناس؛ آمن من على وجه الأرض حين لا ينفع نفسا

<<  <  ج: ص:  >  >>