للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما الّذي دأبه احتياط وحزم... وهواه أطاع يستويان

وجملة: {آمَنّا بِالَّذِي} في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَقُولُوا..}. إلخ معطوفة على جملة {(لا تُجادِلُوا...)} إلخ لا محل لها مثلها. {وَإِلهُنا:} الواو: واو الحال. (إلهنا): مبتدأ، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {وَإِلهُكُمْ:} الواو: حرف عطف. (إلهكم):

معطوف على ما قبله، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {واحِدٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: (إلهنا...) إلخ في محل نصب حال من (نا)، أو من الكاف، والرابط على الاعتبارين الواو والضمير. {وَنَحْنُ:} الواو: حرف عطف. (نحن): ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {مُسْلِمُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب حال مثلها.

{وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الْكافِرُونَ (٤٧)}

الشرح {وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ} أي: كما أنزلنا الكتاب على اليهود والنصارى؛ أنزلنا إليك القرآن يا محمد مصدقا لسائر الكتاب السماوية، ومحتويا على جميع ما فيها من تعاليم وتشريعات إلهية. {فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ:} المراد بهم: عبد الله بن سلام ومن تبعه من اليهود وأيضا من أسلم من نصارى نجران، والقسيسون، والرهبان من أهل الحبشة. قال الجمل: فيه أن إسلامهم إنما كان بالمدينة، والسورة مكية، ويجاب بأن هذا من قبيل الإخبار بالغيب فأخبر الله نبيه صلّى الله عليه وسلّم بحالهم قبل وقوعه. انتهى. نقلا من كرخي، وانظر ما ذكرته في المقدمة عن ابن عباس وقتادة-رضي الله عنهما-. {يُؤْمِنُونَ بِهِ} أي: يصدقون بالقرآن، ويهتدون بهديه.

{وَمِنْ هؤُلاءِ:} ومن أهل مكة، أو: ومن العرب. وقيل: المراد بالذين أوتوا الكتاب: الذين تقدموا عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. {وَمِنْ هؤُلاءِ} ممن في عهده منهم. {وَما يَجْحَدُ:} وما يكفر، يقال:

جحد الشيء: أنكره، وجحد الإسلام: كفر به، وهو من باب: فتح. {بِآياتِنا:} آيات القرآن.

{إِلاَّ الْكافِرُونَ} أي: المتوغلون في الكفر، فإن جزمهم به يمنعهم من التأمل فيما يفيد لهم صدقها؛ لكونها معجزة بالإضافة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذي لم يقرأ ولم يكتب.

هذا والمراد بالكتاب الأول: القرآن، وبالكتاب الثاني: التوراة، والكتاب في اللغة: الضم، والجمع، وسميت الجماعة من الجيش كتيبة لاجتماع أفرادها، كما سمي الكاتب كاتبا؛ لأنه يضم الكلام بعضه إلى بعض، ويجمعه، ويرتبه، وفي الاصطلاح: اسم لجملة مختصة من العلم، مشتملة على أبواب، وفصول، ومسائل غالبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>