الشرح:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ..}. إلخ: الخطاب لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو وإن لم يشهد تلك الواقعة، لكن شاهد آثارها، وسمع بالتواتر أخبارها، فكأنه رآها، ولذا قال:{كَيْفَ،} ولم يقل: «ما»؛ لأن المراد تذكير ما فيها من وجوه الدلالة على كمال علم الله، وقدرته، وعزة نبيه، وشرف رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فإنها من الإرهاصات. انتهى. بيضاوي. هذا؛ والفيل حيوان معروف، وجمعه:
أفيال، وفيول، والأنثى: فيلة وصاحبها: فيّال، وقصة أصحاب الفيل كانت كما يلي.
روي: أن أبرهة بن الصباح، ملك اليمن من قبل أصحمة النجاشي ملك الحبشة، وهو النجاشي الذي آمن بالنبي صلّى الله عليه وسلّم بنى كنيسة بصنعاء، وسماها القلّيس، وأراد أن يصرف إليها الحاج عن مكة، فخرج رجل من كنانة، فقعد فيها، وتغوّط فيها، ولطخ بالعذرة قبلتها، فأغضب أبرهة ذلك. وقيل: أججت رفقة من العرب نارا، فحملتها الريح، فأحرقتها، فحلف: ليهدمن الكعبة! فخرج بجيشه، ومعه فيل عظيم، اسمه محمود، وكان قويا عظيما. واثنا عشر فيلا غيره، فلما جاء المغمّس (موضع قرب مكة في طريق الطائف) خرج إليه عبد المطلب، وعرض عليه ثلث أموال تهامة ليرجع، فأبى، وعبأ جيشه، وقدم الفيل، وكانوا كلما وجهوه إلى الحرم، برك، ولم يبرح، وإذا وجهوه إلى اليمن، أو إلى الشام؛ هرول.
فأرسل الله عليهم طيرا مع كل طائر حجر بمنقاره، وحجران في رجليه، أكبر من العدسة، وأصغر من الحمصة، فكان الحجر يقع على رأس الرجل، فيخرج من دبره، وعلى كل حجر اسم من يقع عليه، ففروا، وهلكوا، وهلك أبرهة، وما مات حتى انصدع صدره عن قلبه، وانفلت وزيره أبو يكسوم، وطائر يحلق فوقه؛ حتى بلغ النجاشي في الحبشة، فقص عليه القصة، فلما أتمها؛ وقع عليه الحجر، فخر ميتا بين يديه.