{بِأَنَّهُمْ..}. إلخ: أي ذلك الصرف. وقيل: ذلك الذي اختاروه لأنفسهم من ترك الرشد واتباع الغي بسبب تكذيبهم بآيات الله، وعدم تدبرهم لها والاتعاظ بها، والمعتمد الأول، والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.
الإعراب:{سَأَصْرِفُ:} مضارع والفاعل مستتر تقديره: «أنا»، والسين حرف تنفيس واستقبال.
{عَنْ آياتِيَ:} متعلقان بما قبلهما، والإعراب مثل {بِرِسالاتِي}{الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، وجملة:{يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ} صلة الموصول لا محل لها، {بِغَيْرِ:} متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة، أي حال كونهم ملتبسين بالدين غير الحق، و (غير): مضاف، و {الْحَقِّ:} مضاف إليه. (إن): حرف شرط جازم. {يَرَوْا:} مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال لأنها جملة شرط غير ظرفي.
{كُلَّ:} مفعول به، وهو مضاف، و {آيَةٍ:} مضاف إليه. {لا:} نافية. {يُؤْمِنُوا:} مضارع جواب الشرط مجزوم... إلخ، والواو فاعله. {بِها:} متعلقان بما قبلهما، وجملة:{لا يُؤْمِنُوا بِها} لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا ب:«إذا» الفجائية، و (إن) ومدخولها كلام معطوف على جملة الصلة لا محل له مثلها، وإعراب ما بعدها مثلها، والكلام معطوف كله على جملة الصلة. {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له، والجار والمجرور:{بِأَنَّهُمْ..}. إلخ في محل رفع خبره، أي: ذلك الصرف بسبب تكذيبهم، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. هذا؛ وجوز اعتبار:
{ذلِكَ} في محل نصب، ثم اختلف في ذلك.
فقال الزمخشري: التقدير: صرفهم الله ذلك الصرف. مفعولا مطلقا، أي: مصدرا، وقال ابن عطية، التقدير: فعلنا ذلك. فجعله مفعولا به، وعلى الوجهين فالباء في {بِأَنَّهُمْ..}. إلخ متعلقة بذلك المحذوف. انتهى جمل نقلا عن السمين، وقد تصرفت فيه. {بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا..}. إلخ انظر إعراب هذا الكلام بكامله في الآية رقم [١٣٦].
الشرح:{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا:} أنكروها، ولم يصدقوا بها. وانظر المراد من (الآيات) في الآية السابقة. {الْآخِرَةِ:} انظر الآية رقم [٤٥]. المعنى كذبوا بوجود الآخرة، وما فيها، وأصل (لقاء): (لقاي) فإعلاله مثل إعلال (سماء) في الآية رقم [٩٦]. وانظر إعلال:{تِلْقاءَ} في الآية رقم [٤٧]. {حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ:} ذهب ثواب أعمالهم لعدم وجود الشرط، وهو الإيمان،