للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و {اللهِ:} مضاف إليه. {مَغانِمُ:} مبتدأ مؤخّر. {كَثِيرَةٌ:} صفة له، والجملة الاسمية لا محلّ لها؛ لأنّها جواب للشّرط المقدّر ب‍ «إذا». {كَذلِكَ:} الكاف: حرف تشبيه، وجر، و (ذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر (كان) تقدّم عليها وعلى اسمها، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محلّ له. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {مِنْ قَبْلُ:} جار ومجرور متعلقان ب‍ {كُنْتُمْ}. و {قَبْلُ:} مبني على الضم في محلّ جرّ لقطعه من الإضافة لفظا، لا معنى. {فَمَنَّ:} الفاء: هي الفصيحة لأنّها تفصح عن شرط مقدّر. (تبيّنوا): فعل أمر وفاعله، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنّها جواب للشرط المقدّر.

{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهِ:} اسمها. {كانَ:} فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر يعود إلى: {اللهِ}. {بِما:} جار ومجرور متعلقان ب‍ {خَبِيراً} بعدهما، و (ما) تحتمل الموصولة والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جرّ بالباء، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: بالّذي، أو: بشيء تعملونه، وعلى المصدرية تؤوّل مع الفعل بمصدر في محل جرّ بالباء، والجار والمجرور متعلقان ب‍: {خَبِيراً} التقدير: خبيرا بعملكم. {خَبِيراً:} خبر: {كانَ،} وجملة: {كانَ..}. إلخ في محل رفع خبر: {إِنَّ،} والجملة الاسمية: {إِنَّ اللهَ..}. إلخ تعليل للأمر، لا محلّ لها.

{لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (٩٥)}

الشرح: {لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ} أي: عن الجهاد في سبيل الله. {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ:} المرض، أو العاهة من عمى، أو عرج، أو زمانة، ونحوها. {وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ..}. إلخ أي: لا يكونوا في منزلة واحدة عند الله، وعند رسوله. هذا؛ والفعل «يستوي» من الأفعال التي لا تكتفي بواحد، فلو قلت: استوى زيد؛ لم يصحّ، فمن هنا لزم العطف على الفاعل. أو تعدّده، فقد نفى الله التّساوي بين المجاهد، والقاعد بغير عذر-وإن كان معلوما عند كلّ إنسان-توبيخا للقاعد عن الجهاد، وتحريكا له عليه؛ ليرغّب فيه رفعا لرتبته، وأنفة عن انحطاط منزلته، ونحوه قوله تعالى في سورة (الزّمر): {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} فهو تحريك لطلب العلم، وتوبيخ على الرّضا بالجهل.

{وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ:} قدّم الله في هذه الآية وغيرها الجهاد بالمال على النّفس؛ لأنّ المال شقيق الرّوح، وقد يبذل الإنسان روحه، وحياته في سبيل المال، وقد يهدر

<<  <  ج: ص:  >  >>