{إِنَّ،} تقدّم على اسمها. {عِنْدَهُ:} ظرف مكان متعلّق بالخبر المحذوف، والهاء في محل جر بالإضافة. {لَلْحُسْنى:} اللام: لام الابتداء. (الحسنى): اسم {إِنَّ} مؤخر منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المقصورة. والجملة الاسمية:{إِنَّ لِي..}. إلخ جواب القسم، لا محلّ لها، وانظر ما ذكرته سابقا.
{فَلَنُنَبِّئَنَّ:} الفاء: حرف استئناف. اللام: واقعة في جواب قسم محذوف، التقدير: والله، والجار والمجرور متعلّقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم. (ننبئن): فعل مضارع مبني على الفتح، والنون للتوكيد حرف لا محلّ له. والفاعل مستتر تقديره:«نحن». {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول، وجملة:{كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها. {بِما:} جار ومجرور متعلّقان بالفعل قبلهما، وهما مفعوله الثاني، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء. والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: بالذي، أو:
بشيء عملوه، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير:
بعملهم، والجملة الفعلية:(لننبئن...) إلخ جواب القسم المقدر، لا محلّ لها، والقسم وجوابه كلام مستأنف لا محل له. {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ:} إعرابه مثل إعراب سابقه. {مِنْ عَذابٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وهما مفعوله الثاني. {غَلِيظٍ:} صفة (عذاب).
الشرح:{وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ} أي: الكافر؛ أي: الجنس من حيث هو. {أَعْرَضَ} أي:
عن الإيمان، والتوحيد. {وَنَأى بِجانِبِهِ} أي: ترفع، وتباعد عن الانقياد إلى الحق، وتكبر على أنبياء الله، والداعين إلى الهدى والصلاح في كل زمان ومكان. وهذا شأن المتكبرين أينما وجدوا. والجانب: مجاز عن النفس، كالجنب في قوله تعالى حكاية عن قول الفاجر يوم القيامة:{يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ} رقم [٥٦] من سورة (الزمر). {وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ:}
أصابه بلاء في جسمه، أو في ولده، أو في ماله، أو ما يغمّه ويحزنه. {فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ} أي:
كثير، والعرب تستعمل الطول، والعرض في الكثرة. يقال: أطال فلان الكلام، وأعرض في الدعاء: إذا أكثر، فهو مستعار مما له عرض متسع للإشعار بكثرته، فإن العريض يكون ذا أجزاء كثيرة. والاستعارة تخييلية، شبه الدعاء بأمر يوصف بالامتداد، ثم أثبت له العرض، فإن قلت:
كيف يدعو دعاء طويلا عريضا، ينافي وصفه قبل هذا بأنه يؤوس قنوط؛ لأنّ الدعاء فرع الطمع والرجاء، وقد اعتبر في القنوط ظهور أثر اليأس، فظهور ما يدلّ على الرجاء يأباه؟! قلت: يمكن