للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إساغته، فضلا عن أن يسيغه، وعلى هذا الزجاجي وغيره، وذهب قوم، منهم ابن جني، إلى أن نفيها يدل على وقوع الفعل ببطء، لآية {وَما كادُوا يَفْعَلُونَ} رقم [٧١]. البقرة، فإنهم فعلوا بعد بطء، والجواب أنها محمولة على وقتين، أي: فذبحوها بعد تكرار الأمر عليهم بذبحها، وما كادوا يذبحونها قبل ذلك، ولا قاربوا الذبح، بل أنكروا أشد الإنكار بدليل قولهم: {أَتَتَّخِذُنا هُزُواً،} انتهى.

وقال ابن هشام في مغنية: فالجواب: أنه إخبار عن حالهم في أول الأمر، فإنهم كانوا أولا بعداء عن ذبحها، بدليل ما يتلى علينا من تعنتهم، وتكرار سؤالهم. انتهى.

الإعراب: {لَقَدْ}: اللام: هي لام الابتداء، أو هي واقعة في جواب قسم محذوف. (قد):

حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال، وجملة: {لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ}:

ابتدائية، أو هي جواب قسم محذوف، لا محل لها على الوجهين. {الَّذِينَ}: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة للاسمين قبله، أو هو بدل منهما، ويجوز نصبه على القطع والمدح بفعل محذوف، وجملة: {اِتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ}: صلة الموصول، لا محل لها، {مِنْ بَعْدِ}: متعلقان بالفعل اتبعوه. {ما}: نافية. {كادَ}: فعل ماض ناقص. {يَزِيغُ}:

مضارع. {قُلُوبُ}: تنازعه الفعلان قبله. فالأول يطلبه اسما له، والثاني يطلبه فاعلا له، ولا بد من الإضمار في أحدهما على اختلاف بين البصريين والكوفيين، وقيل: اسم (كاد) ضمير الشأن. وقيل: اسمها مضمر، التقدير: من بعد ما كاد القوم، وعلى جميع الوجوه فجملة {يَزِيغُ} أو (تزيغ) {قُلُوبُ فَرِيقٍ} في محل نصب خبر كاد وانظر الآية رقم [١٣٧] (الأعراف).

و {ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ،} وجملة: {ما كادَ..}. إلخ، في محل جر بإضافة {بَعْدِ} إليها. {مِنْهُمْ}: متعلقان ب‍ {فَرِيقٍ}. أو بمحذوف صفة له، وجملة: {تابَ عَلَيْهِمْ}: معطوفة على جملة: {لَقَدْ تابَ..}. إلخ لا محل لها مثلها على الوجهين المعتبرين فيها، {إِنَّهُ}: حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {بِهِمْ}: متعلقان بما بعدهما على التنازع، {رَؤُفٌ}: خبر إن. {رَحِيمٌ}: خبر ثان، والجملة الاسمية: {إِنَّهُ بِهِمْ..}. إلخ تعليل لما قبلها، أو هي مستأنفة لا محل لها على الاعتبارين. تأمل، وتدبر، والله أعلم.

{وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلاّ إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِيمُ (١١٨)}

الشرح: {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} أي: وتاب الله على الثلاثة، وهم المذكورون في الآية رقم [١٠٦]، و {خُلِّفُوا} أي: تخلفوا عن غزوة تبوك، وقيل: تخلفوا عن التوبة، أي: أخر

<<  <  ج: ص:  >  >>