الإعراب:{وَفِي:} الواو: حرف عطف. (في خلقكم): معطوفان على: {فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ،} والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، التقدير:
وفي خلقه إياكم. (ما): فيه وجهان: أظهرهما: أنه معطوف على: {خَلْقِكُمْ} المجرور ب: (في) على تقدير: خلق ما. الثاني: أنه معطوف على الضمير المخفوض بالخلق، وهو الكاف على مذهب من يجوز العطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار. انتهى. من السمين، وعلى الوجهين فهي مبنية على السكون في محل جر. {يَبُثُّ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى {اللهِ،} والجملة الفعلية صلة (ما)، والعائد محذوف، التقدير: والذي يبثه. {مِنْ دابَّةٍ:} متعلقان بمحذوف حال من الضمير المحذوف، و {مِنْ} بيان لما أبهم في (ما). {آياتٌ:} فيه وجهان:
أحدهما: أنه مبتدأ مؤخر، و {وَفِي خَلْقِكُمْ} متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والجملة الاسمية معطوفة على جملة:{إِنَّ فِي السَّماواتِ..}. إلخ فالمعطوف غير مؤكد، والمعطوف عليه مؤكد ب:{إِنَّ} الثاني: أن يكون {آياتٌ} معطوفا على (آيات) الأولى باعتبار المحل قبل دخول الناسخ عند من يجوز ذلك. {لِقَوْمٍ:} متعلقان بمحذوف صفة: {آياتٌ،} وجملة: {يُوقِنُونَ} صفة: (قوم).
والجملة الاسمية:{وَفِي خَلْقِكُمْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها.
الشرح:{وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ} أي: بالظلام، والضياء، والطول، والقصر، والاعتدال، وتعاقبهما دائبين لا يفتران. {وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ:} من مطر فيه حياة البشر في معاشهم، وأرزاقهم، وسماه الله رزقا؛ لأنّه سبب الرزق. {فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها:} بعد ما كانت هامدة لا نبات فيها، ولا حياة، كما قال تعالى في سورة (الحج) رقم [٥]: {وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}. و {وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ} أي:
جنوبا، وشمالا، وشرقا، وغربا، برية، وبحرية، ليلية، ونهارية، ومنها ما هو لتلقيح السحاب، ومنها ما هو لتلقيح النبات، ومنها ما هو غذاء للأرواح، ومنها ما هو عقيم، لا ينتج، ولا ينبت، ولا ينعش، ومنها الحارة، والباردة. ل:{آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ:} لقوم لهم عقول نيرة، وبصائر مشرقة، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{وَاخْتِلافِ:} مجرور ب: «في» مقدرة؛ أي: وفي اختلاف، فحذفت «في» لتقدم ذكرها، وأنشد سيبويه في الحذف قول أبي دؤاد الإيادي-وهو الشاهد [٥٣٩] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [المتقارب]
أكلّ امرئ تحسبين امرأ... ونار توقّد في اللّيل نارا