شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {آمَنَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من) تقديره: «هو». (أصالح): فعل ماض معطوف على ما قبله فهو في محل جزم مثله، والفاعل يعود إلى (من) أيضا. {فَلا:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (لا): نافية. {خَوْفٌ:} مبتدأ. {عَلَيْهِمْ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، وإن علقتهما ب:{خَوْفٌ} لأنه مصدر، فيكون الخبر محذوفا، تقديره: موجود، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): زائدة لتأكيد النفي. {هُمْ:} مبتدأ، وجملة:
{يَحْزَنُونَ} في محل رفع خبره، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها فهي مثلها، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه كما رأيت في الآية رقم [٣٩] هذا؛ وإن اعتبرت (من) اسما موصولا؛ فتكون جملة:{آمَنَ} صلته، والجملة الاسمية:{فَلا خَوْفٌ..}. إلخ خبره، ودخلت الفاء على خبره؛ لأن الموصول يشبه الشرط في العموم، ويقويه عطف الموصول في الآية التالية عليه، وعلى الوجهين فالجملة اسمية، وهي مستأنفة لا محل لها. هذا؛ وقد قرئ: «(لا خوف)» بدون تنوين على إعمال (لا) إعمال (إنّ)، وهي قراءة شاذة؛ لأن (لا) متى تكررت أهملت، وآيات كثيرة تشهد بذلك، بعد هذا يجب أن تعلم أنه قد روعي لفظ (من) في إعادة فاعل {آمَنَ} إليها فلذا أفرد، وروعي معناها في:{وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ،} فلذا جمع الضمير.
الشرح:{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا:} انظر الآية رقم [٣٩]. وهو مقابل لمن آمن في الآية السابقة؛ إذ اقتضت حكمة الله ورحمته ألا يذكر التصديق من المؤمنين، إلا ويذكر التكذيب من الكافرين، ولا يذكر الإيمان إلا ويذكر الكفر، ولا يذكر الجنة إلا ويذكر النار، ولا يذكر الرحمة إلا ويذكر الغضب والسخط، ليكون المؤمن راغبا، راهبا، خائفا، راجيا... إلخ. {يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ:} يصيبهم وينزل بهم العذاب. {يَفْسُقُونَ:} انظر الفاسقين في الآية رقم [٥/ ٢٥] وانظر (نا) في الآية رقم [٧] الأعراف.
الإعراب:{وَالَّذِينَ:} الواو: حرف عطف. (الذين): اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {كَذَّبُوا:} فعل وفاعل، والألف للتفريق، وانظر إعراب:{آمَنُوا} في الآية رقم [/١ ٥]{بِآياتِنا:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (نا): في محل جر بالإضافة. {يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ:}
مضارع ومفعوله وفاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة:{كَذَّبُوا بِآياتِنا} صلة الموصول لا محل لها. {بِما كانُوا يَفْسُقُونَ:} انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [٥] وغيرها، و (ما) المصدرية وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور