{تَكُونُ}. وجملة:{تَكُونُ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. {يُغْلَبُونَ}:
مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا.
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} الشرح: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا} أي: ثبتوا على الكفر، وسلموا من القتل والأسر يوم بدر.
{جَهَنَّمَ}: واد من أودية النار. وانظر دركات النار في الآية رقم [١٤٥] من سورة (النساء).
{يُحْشَرُونَ}: يساقون ويجمعون فيها.
الإعراب:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا}: مبتدأ، وانظر باقي الإعراب في الآية السابقة. {إِلى جَهَنَّمَ}:
متعلقان بالفعل بعدهما، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة. {يُحْشَرُونَ}: إعرابه مثل إعراب: {يُغْلَبُونَ} في الآية السابقة، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:{الَّذِينَ..}. إلخ مستأنفة، أو معطوفة على ما قبلها لا محل لها على الوجهين.
الشرح:{لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}: يفصل الخبيث من الطيب، وماضيه «ماز»، ومثله: ميّز وأماز بمعنى: فرز الشيء عن غيره، وبمعنى فضله على سواه، و {لِيَمِيزَ} يقرأ بتشديد الياء وتخفيفها، وامتاز القوم: تميز بعضهم على بعض، قال تعالى:{وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} أي: انفردوا عن المسلمين، وهذا يكون يوم القيامة، والمراد بالخبيث: الكفر والنفاق، أو الكافرون والمنافقون، والمراد بالطيب: الإيمان أو المؤمنون، كما يطلقان على العمل الصالح والسيئ وانظر الآية رقم [١٧٩] من سورة (آل عمران). {وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً}: فيجمعه، ويضم بعضه على بعض حتى يتراكم ويتراكب لكثرته، ثم يجعله، أي: يلقيه في جهنم، وهي واد من أودية النار. {أُولئِكَ}: اسم إشارة إلى المنفقين في سبيل الشيطان. {هُمُ الْخاسِرُونَ} أي: خسروا الدنيا والآخرة لأنهم اشتروا بأموالهم عقاب الآخرة، وانظر الآية رقم [١٤٩] الأعراف تجد ما يسرك، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.