للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسمه، وجملة: {تَكْفُرُونَ} في محل نصب خبر {كانَ،} و (ما) المصدرية والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (ذوقوا)، التقدير: ذوقوا العذاب بسبب كفركم. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} الشرح: {يُنْفِقُونَ}: انظر الآية رقم [٣]. {أَمْوالَهُمْ}: انظر الآية رقم [٢٨]. {لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ}: ليمنعوا الناس من الدخول في دين الإسلام، وانظر {يَصُدُّونَ} في الآية رقم [٤٥] الأعراف. وانظر {سَبِيلِ} في الآية رقم [١٤٢] الأعراف. {اللهِ}: انظر الآية رقم [١].

{فَسَيُنْفِقُونَها} أي: فسيعلمون عاقبة إنفاقها من الخيبة، وعدم الظفر بالمقصود، فحصلت المغايرة بين الإنفاقين. انتهى. بتصرف. {ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} أي: ما أنفقوا من أموالهم يكون عليهم حسرة وندامة يوم القيامة؛ لأن أموالهم تذهب، ولا يظفرون بما يؤملون في نهاية الأمر، وإن ظفروا في بعض الأحيان، وانظر {ثُمَّ} في الآية رقم [١٠٣] (الأعراف).

تنبيه: نزلت الآية الكريمة في المطعمين يوم بدر، وكانوا اثني عشر رجلا من قريش، يطعم كل واحد منهم كل يوم عشر جزر، أو في أبي سفيان استأجر ليوم أحد ألفين من العرب سوى من استجاش من العرب، وأنفق عليهم أربعين أوقية، أو في أصحاب العير، فإنه لما أصيبت قريش ببدر، قيل لهم: أعينوا بهذا على حرب محمد لعلنا ندرك منه ثأرنا، ففعلوا. انتهى بيضاوي.

الإعراب: {إِنَّ}: حرف مشبه بالفعل. {الَّذِينَ}: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسمها، وجملة: {كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، وجملة: {يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ} في محل رفع خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية: {إِنَّ الَّذِينَ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها مستأنفة، أو ابتدائية. {لِيَصُدُّوا}: مضارع منصوب ب‍ «أن» مضمرة بعد لام التعليل، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، ومفعوله محذوف.

تقديره: الناس، و «أن» المضمرة والمضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، التقدير: ينفقون أموالهم لصدّ الناس. {عَنْ سَبِيلِ}: متعلقان بالفعل قبلهما، و {سَبِيلِ}: مضاف، و {اللهِ}: مضاف إليه. {فَسَيُنْفِقُونَها}: الفاء: حرف استئناف. السين: حرف استقبال. (ينفقونها): مضارع، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. {ثُمَّ}: حرف عطف. {تَكُونُ}: مضارع ناقص، واسمه مستتر تقديره:

«هي»، يعود على الأموال. {عَلَيْهِمْ}: متعلقان بمحذوف حال من حسرة، كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا على القاعدة: «نعت النكرة إذا تقدم عليها صار حالا». {حَسْرَةً}: خبر

<<  <  ج: ص:  >  >>