للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجار والمجرور، هذا؛ وجه للإعراب، والوجه الثاني الجار والمجرور {بِسْمِ} متعلقان بمحذوف خبر مقدم، و {مَجْراها} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل نصب حال مقدرة من واو الجماعة، أو من الضمير في: {فِيها} وهي حال مقدرة أيضا، وعلى هذين الاعتبارين فالفتحة، أو الضمة مقدرة على الألف، والوجه الثالث: اعتبار {مَجْراها} صفة لله، وهذا على القراءة بضم الميم والكسر الخالص، كما جوز اعتباره خبرا لمبتدإ محذوف، التقدير: هو مجراها، وعليه فالجملة الاسمية في محل نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط: الضمير المقدر مبتدأ، والجملة الفعلية: {اِرْكَبُوا فِيها..}. إلخ في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية:

(قال...) إلخ مستأنفة لا محل لها. {إِنَّ}: حرف مشبه بالفعل. {رَبِّي}: اسم {إِنَّ} منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة. {لَغَفُورٌ}: اللام: هي المزحلقة. (غفور): خبر إن. {رَحِيمٌ}: خبر ثان، والجملة الاسمية: {إِنَّ رَبِّي..}. إلخ تعليل للأمر لا محل لها على اعتبار القائل نوحا، ومستأنفة على اعتبار القائل (الله) جل اسمه، وتعالى شأنه.

{وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ وَنادى نُوحٌ اِبْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ اِرْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ (٤٢)}

الشرح: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ}: فتقدير الكلام فركب نوح عليه السّلام ومن معه في السفينة ذاكرين اسم الله، وهي تسير بهم، وهم في داخلها. {فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ} أي: في موج من الطوفان، وهو ما يرتفع من الماء عند اضطرابه، كل موجة منه كجبل في تراكمها وارتفاعها، ف‍ {مَوْجٍ} جمع: موجة، مثل تمر وتمرة، وما قيل من أن الماء طبق ما بين السماء والأرض، وكانت السفينة تجري في جوفه ليس بثابت، والمشهور: أنه علا شوامخ الجبال خمسة عشر ذراعا، وإن صح فلعل ذاك قبل التطبيق. انتهى. بيضاوي. {وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ}: كنعان. وقيل:

اسمه (يام) والمشهور الأول، هذا؛ ويقرأ {اِبْنَهُ} بضم الهاء وفتحها بألف وبدونه، وأوّل على أنه كان ابن زوجته، والمعتمد: أنه ابنه من صلبه، كما يقرأ بسكون الهاء، وبألف الندبة، وإلحاق هاء السكت قراءات كثيرة، {وَكانَ فِي مَعْزِلٍ} أي: عزل نفسه عن أبيه مع أمه، أو عزل نفسه عن دين أبيه، و {مَعْزِلٍ} بكسر الزاي، وفتحها.

{يا بُنَيَّ}: تصغير ابن، وأصله الأصيل: (بنو)، فلما صغر صار (بنيو)، فلما اجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، ثم ألحقت به ياء المتكلم، فاجتمع ثلاث ياءات، فحذفت الثانية منهن؛ التي هي لام الكلمة، ولم تحذف الأولى؛ لأنها ياء التصغير، وقد أتي بها لغرض خاص، ولم تحذف الثالثة التي هي ياء المتكلم؛ لأنها

<<  <  ج: ص:  >  >>