الخطاب، وقد تتّصل به التّاء المربوطة، فيقال: ثمّة، و «ثمّت» العاطفة إذا اتصلت بها تاء التأنيث اختصت بعطف الجمل بخلاف (ثمّ)، فإنّها تعطف المفرد، والجملة.
الإعراب:{وَكَيْفَ:} الواو: حرف استئناف. (كيف): اسم استفهام مبني على الفتح في محلّ نصب حال من واو الجماعة، والعامل فيه ما بعده. {يُحَكِّمُونَكَ:} فعل مضارع، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية مستأنفة لا محلّ لها. {وَعِنْدَهُمُ:} الواو: واو الحال. (عندهم):
ظرف مكان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، والهاء في محل جرّ بالإضافة. {التَّوْراةُ:} مبتدأ مؤخّر، والجملة الاسمية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرّابط الضمير فقط، وهي حال متكرّرة. {فِيها:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم. {حُكْمُ:} مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله، والجملة الاسمية في محلّ نصب حال من التّوراة، والرابط: الضمير فقط.
{ثُمَّ:} حرف عطف. {يَتَوَلَّوْنَ:} فعل مضارع وفاعله، والجملة الفعلية معطوفة على الجملة الفعلية السابقة لا محلّ لها مثلها. {مِنْ بَعْدِ:} متعلقان بما قبلهما، و {بَعْدِ:}
مضاف، و {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية حجازية تعمل عمل «ليس». {أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع اسم (ما)، والكاف حرف خطاب لا محلّ له. {بِالْمُؤْمِنِينَ:} الباء: حرف جر صلة. (المؤمنين): خبر (ما) مجرور لفظا، منصوب محلاّ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محلّ لها.
الشرح:{إِنّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ:} سبب نزول هذه الآية: استفتاء اليهود رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أمر الزّانيين، وقد سبق بيانه، والهدى: هو البيان؛ لأنّ التّوراة بيّنت صحّة نبوّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم. وبيّنت ما تحاكموا فيه. والنّور: هو الكاشف للشّبهات، الموضح للمشكلات. والتّوراة كذلك. وقيل: الفرق بين الهدى، والنور: أنّ الهدى محمول على بيان الأحكام، والشّرائع، والنّور محمول على بيان أحكام التّوحيد، والنبوّات، والمعاد. هذا؛ وقال تعالى في سورة (الأنبياء): {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ}.