يممك: قصدك، والوخط: الطعن بالرمح، ومن معانيه أيضا: الشيب. وقال أعشى بني قيس بن ثعلبة: وهو من الأول: [البسيط]
أتنتهون ولن ينهى ذوي شطط... كالطّعن يذهب فيه الزّيت والفتل
هذا؛ وسفه نفسه سفها، وسفاهة: استمهنها، وأذلها، واستخف بها. قال المبرد، وثعلب -رحمهما الله-: سفه بالكسر متعد، وبالضم لازم، ويشهد له ما جاء عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قوله:«الكبر أن تسفه الحقّ، وتغمص الناس». والأول من باب طرب، والثاني من باب ظرف.
هذا؛ وجاء في المختار: وقولهم: سفه نفسه، وغبن رأيه، وبطر عيشه، وألم بطنه، ووفق أمره، ورشد أمره، كان الأصل: سفهت نفس زيد، ورشد أمره، فلما حوّل الفعل إلى الرّجل؛ انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه؛ لأنه صار في معنى: سفّه نفسه بالتشديد، هذا قول البصريين، والكسائي، ويجوز عندهم تقديم المنصوب، كما يجوز غلامه ضرب زيد. وقال الفراء: لما حوّل الفعل من النفس إلى صاحبها؛ خرج ما بعده مفسرا ليدل على أن السفه فيه، وكان حكمه أن يكون سفه زيد نفسا؛ لأن المفسّر لا يكون إلا نكرة، ولكنه ترك على إضافته، ونصب كنصب النكرة تشبيها بها، ولا يجوز عنده تقديمه؛ لأن المفسّر لا يتقدم، ومثله قولهم: ضقت به ذرعا، وطبت به نفسا، والمعنى: ضاق ذرعي به، وطابت نفسي به. انتهى. بحروفه.
الإعراب:(أنه): حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {كانَ:} فعل ماض ناقص. {يَقُولُ:}
فعل مضارع. {سَفِيهُنا:} تنازعه الفعلان {كانَ} ويقول، فالأول يطلبه اسما له، والثاني يطلبه فاعلا له، فإن أعطيته للأول؛ أضمرت في الثاني فاعلا له، وإن أعطيته للثاني؛ أضمرت في الأول اسما له، والثاني أولى عند البصريين لقربه، والأول أولى عند الكوفيين لسبقه وانظر الآية رقم [٧]. هذا؛ وأجاز مكي اعتبار اسم {كانَ} ضميرا يعود على اسم (أنّ) فتبقى الجملة الفعلية خبرا لها، وعليه فلا تنازع في العمل. و (نا) ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {عَلَى اللهِ:}
متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {شَطَطاً} كان صفة له، فلما قدم عليه؛ صار حالا، وجملة:{يَقُولُ..}. إلخ في محل نصب خبر {كانَ،} وجملة: {كانَ..}. إلخ في محل رفع خبر أنّ، وأنّ واسمها، وخبرها معطوف على سابقه على الوجهين المعتبرين فيه.
{شَطَطاً:} صفة مفعول مطلق محذوف، التقدير: قولا شططا.
الشرح:{وَأَنّا ظَنَنّا:} حسبنا. {أَنْ لَنْ تَقُولَ:} قال الجمل-رحمه الله تعالى-: هذا اعتذار من هؤلاء النفر عما صدر منهم قبل الإيمان من نسبة الولد، والصاحبة إليه تعالى. ومحصل الاعتذار: أنهم يقولون: إنا ظننا، واعتقدنا: أن أحدا لا يكذب على الله، وأن ما قاله سفهاؤنا