للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجملة الاسمية: {وَلَهُ ما سَكَنَ..}. إلخ معطوفة على جملة: {قُلْ لِلّهِ} فهي في محل نصب مقول القول مثلها، وأيضا جملة: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} معطوفة عليها، واستئنافها ممكن.

{قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٤)}

الشرح: {قُلْ:} هذا أمر موجه للنبي صلّى الله عليه وسلّم لينكر اتخاذ غير الله معبودا، فإن المراد ب‍: {وَلِيًّا} هنا: إلها، علما بأن الولي يطلق على المعين والنصير والمساعد، ومتولي الأمور ومدبرها.

وانظر الآية رقم [٤/ ٨٩] {السَّماواتِ وَالْأَرْضِ:} انظر الآية رقم [١]. ومعنى {فاطِرِ:} خالق ومبدع، ومبتدئ.

وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-: ما عرفت معنى: {فاطِرِ} حتى اختصم إليّ أعرابيان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، أي: ابتدأتها. وقرئ «(فطر)» و «(فاطر)» بالجر والنصب والرفع.

{يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ:} يرزق ولا يرزق. من: أطعم الرباعي، وقرئ الثاني بفتح الياء من الثلاثي، والمعنى: هو المانح جميع النعم للعباد، وهو غير محتاج إلى شيء من ذلك. {قُلْ:} انظر القول في الآية رقم [٧/ ٤] أو [٢/ ٢٦]. {أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ:} فلا ريب أن النبي صلّى الله عليه وسلّم أول سابق إلى الدين والإيمان من أمته. {وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} أي: وقيل لي: {وَلا تَكُونَنَّ،} ولو عطف على ما قبله لفظا، لقيل، وأن لا أكون... إلخ، والمعنى: أمرت بالإسلام، ونهيت عن الشرك. {اللهِ:} انظر الاستعاذة. {أَوَّلَ:} انظر الآية رقم [٢/ ٤١] أو [٧/ ١٤٣].

الإعراب: {قُلْ:} أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {أَغَيْرَ:} الهمزة: حرف استفهام وإنكار. (غير): مفعول أول قدم على فعله، وهو مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه. {أَتَّخِذُ:}

مضارع، وفاعله مستتر تقديره: «أنا». {وَلِيًّا:} مفعول به ثان، قال أبو البقاء: ويجوز أن يكون {أَتَّخِذُ} متعديا إلى واحد، وهو ولي، و (غير الله) صفة له، قدمت عليه فصارت حالا. وهو تكلف لا خفاء فيه، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {فاطِرِ:} بالجر صفة لفظ الجلالة، أو بدل منه، وبالنصب على تقدير فعل محذوف، وبالرفع على أنه خبر لمبتدإ محذوف، أي: هو (فاطر)، والجملة الاسمية هذه في محل نصب حال من لفظ الجلالة، وكذلك الجملة الفعلية على تقدير فعل، والجملة الفعلية على قراءة «(فطر)» ولكنها تحتاج إلى تقدير (قد) قبلها، فكلتاهما في محل نصب حال من لفظ الجلالة. و {فاطِرِ:}

مضاف، و {السَّماواتِ:} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه تقديره هو. {وَالْأَرْضِ:} معطوف على ما قبله على لفظه. {وَهُوَ:} الواو: واو الحال. (هو): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {يُطْعِمُ:} مضارع، وفاعله يعود إلى {اللهِ} ومفعوله

<<  <  ج: ص:  >  >>