للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر مقدّم. {شُرَكائِيَ:} مبتدأ مؤخر، مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة: {شُرَكائِيَ}. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {تَزْعُمُونَ:}

فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، ومفعولاه محذوفان، والتقدير: تزعمونهم شركائي، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان)، وجملة: {كُنْتُمْ..}. إلخ صلة الموصول لا محل لها، والعائد محذوف كما رأيت تقديره، والجملة الاسمية: {أَيْنَ شُرَكائِيَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة {فَيَقُولُ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها من عطف التفسير على المفسّر.

{قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيّانا يَعْبُدُونَ (٦٣)}

الشرح: {قالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ:} وهم أئمة الكفر، ورؤساء الضلالة، ومعنى {حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ:} وجب عليهم مقتضاه، وثبت مؤداه تحقيقا لقوله تعالى: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ}. {رَبَّنا هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ:} دعوناهم إلى الشرك، وارتكاب المعاصي، واجتراح السيئات، فأجابونا، وانقادوا لنا من دون قهر، وقسر. {أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا} أي:

أضللناهم كما ضللنا، فهم يريدون ضللنا باختيارنا، وضلوا باختيارهم؛ لأن إغواءنا لهم لم يكن إلا وسوسة، وتسويلا، فلا فرق بين غينا وغيهم، وإن كان تسويلنا داعيا لهم إلى الكفر، وارتكاب المعاصي، فهناك دعاء الله في مقابلته إلى الإيمان، بما ركز فيهم من أدلة العقل، وما بعث إليهم من الرسل، وأنزل عليهم من الكتاب الداعية إلى الهدى والرشاد.

{تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ:} معناه: تبرأ بعضهم من بعض، وصاروا أعداء، وقول الله تعالى في سورة (إبراهيم) -على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-: {وَقالَ الشَّيْطانُ لَمّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ..}. إلخ الآية رقم [٢٢] برهان قاطع على وقوع العداوة بين الأتباع والمتبوعين، تحقيقا لقوله تعالى: {الْأَخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ}. ومثل ذلك الآية رقم [٢٥] من سورة (العنكبوت). {ما كانُوا إِيّانا يَعْبُدُونَ} أي: بل كانوا يعبدون أهواءهم، ويطيعون شهواتهم، ولا سلطان لنا عليهم. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

{حَقَّ:} فعل ماض. {عَلَيْهِمُ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {الْقَوْلُ:} فاعل، وجملة:

{حَقَّ..}. إلخ صلة الموصول لا محل لها. {رَبَّنا:} منادى حذف منه أداة النداء، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {هؤُلاءِ:}

<<  <  ج: ص:  >  >>