عاما، ولدى مراجعة قصص الأنبياء للثعلبي وجدت: أن ما قاله الخازن موافق لما قاله الثعلبي، والله أعلم بحقيقة ذلك، ولم يذكر النجار شيئا من ذلك.
روي أن صالحا-عليه السّلام-قال لهم: يأتيكم العذاب بعد ثلاثة أيام، فتصبحون في اليوم الأول، ووجوهكم مصفرة، وفي اليوم الثاني محمرة، وفي اليوم الثالث مسودة، فكان كما قال، وأتاهم العذاب في اليوم الرابع.
الإعراب:{فَعَقَرُوها}: ماض وفاعله ومفعوله، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها.
(قال): ماض، وفاعله يعود إلى صالح عليه السّلام. {تَمَتَّعُوا}: أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {فِي دارِكُمْ}: متعلقان بالفعل قبلهما، والكاف في محل جر بالإضافة، {ثَلاثَةَ}: ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، و {ثَلاثَةَ}: مضاف، و {أَيّامٍ}: مضاف إليه، وجملة:{تَمَتَّعُوا..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:(قال...) إلخ معطوفة على ما قبلها، أو مستأنفة لا محل لها على الوجهين. {ذلِكَ}: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {وَعْدٌ}: خبر المبتدأ.
{غَيْرُ}: صفة له، و {غَيْرُ}: مضاف، و {مَكْذُوبٍ}: مضاف إليه، والجملة الاسمية:
{ذلِكَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح:{فَلَمّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنّا}: انظر مثل هذا في الآية رقم [٥٨]{وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} أي: ونجيناهم من خزي يومئذ، هذا؛ والخزي الذل، والفضيحة، والمراد به ما لحق قوم صالح-عليه السّلام-من العذاب الدنيوي، وانظر الآية [٧٨] الآتية، هذا؛ ويقرأ {يَوْمِئِذٍ} بكسر الميم على الإعراب، ويقرأ بفتح الميم على البناء لاكتساب المضاف البناء من المضاف إليه، ومثل الآية الكريمة قول النابغة الذبياني:[الطويل]
على حين عاتبت المشيب على الصّبا... فقلت: ألمّا أصح، والشّيب وازع؟
هذا؛ وتنوين (إذ) عوض عن جملة محذوفة تضاف (إذ) إليها في الأصل، فإن الأصل:(يوم إذ نزل بهم العذاب الأليم والعقاب الشديد)، فحذفت الجملة الفعلية، وعوض عنها التنوين، وكسرت (إذ) لالتقاء الساكنين، كما كسرت (صه) و (مه) عند تنوينهما، وقل مثل ذلك في حينئذ وساعتئذ ونحوهما. {إِنَّ رَبَّكَ}: خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ويعم كل عاقل إلى يوم القيامة.