للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخذ ما يلي: فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد، ثم يطّلع عليهم ربّ العالمين، فيقول: ألا ليتبع كلّ إنسان ما كان يعبد، فيمثّل لصاحب الصليب صليبه، ولصاحب التصاوير تصاويره، ولصاحب النار ناره، فيتبعون ما كانوا يعبدون، ويبقى المسلمون... إلخ». الحديث، وأخرجه الترمذي بطوله، ومعناه ثبت في صحيح مسلم. هذا؛ وفي كتاب: «الترغيب والترهيب» للحافظ المنذري أحاديث كثيرة من هذا النوع.

الإعراب: {لا:} نافية. {يَسْتَطِيعُونَ:} فعل مضارع، والواو فاعله. {نَصْرَهُمْ:} مفعول به.

والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. من إضافة المصدر لفاعله، أو من مفعوله حسب ما رأيت في الشرح، والجملة الفعلية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط الضمير فقط. {وَهُمْ:} الواو: واو الحال. (هم): مبتدأ. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما.

وقيل: متعلقان بمحذوف حال من: {جُنْدٌ}. {جُنْدٌ:} خبر المبتدأ. {مُحْضَرُونَ:} صفة له مرفوع مثله، وعلامة رفعه الواو إلخ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو الضمير، وهي حال متداخلة.

{فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (٧٦)}

الشرح: {فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} أي: لا يهمك، ولا يغمك، ولا يخوفك كفرهم، وتهديدهم، ووعيدهم، والخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم. هذا؛ ويقرأ الفعل بفتح الياء من الثلاثي، وبضمها من الرباعي، والمعنى واحد، والأول من باب: قتل، وهو لغة قريش، والرباعي لغة تميم، وهو متعدّ على اللغتين، مثل: سلكه، وأسلكه. قاله اليزيدي. هذا؛ و (حزن) بكسر الزاي من باب: فرح لازم.

هذا؛ و {قَوْلُهُمْ} هو ما كانوا يصفون به النبي صلّى الله عليه وسلّم: إنك شاعر، أو ساحر، أو كاهن، أو مجنون. وأيضا: استهزاؤهم، وتهكمهم به صلّى الله عليه وسلّم. {إِنّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ} أي: يخفون في صدورهم من الكيد، وعداوتهم، وتكذيبهم. {وَما يُعْلِنُونَ} أي: يظهرونه من أقوالهم، وأفعالهم، وعبادة الأصنام، وغير ذلك.

تنبيه: النهي للنبي صلّى الله عليه وسلّم في هذه الآية ليس على ظاهره، وليس إثباتا لحزنه بذلك، وإنما هو على سبيل الفرض، والتقدير، كما في قوله تعالى: {فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ} وقوله عز وجل:

{وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ،} وقوله جلت قدرته، وتعالت حكمته: {وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ..}.

الإعراب: {فَلا:} الفاء: حرف استئناف، أو هي الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر، التقدير: إن علمت ما تقدم منهم؛ فلا يحزنك إلخ. (لا): ناهية. {يَحْزُنْكَ:} فعل مضارع مجزوم ب‍ (لا) الناهية، والكاف مفعول به. {قَوْلُهُمْ:} فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة، من: إضافة المصدر لفاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {إِنّا:} حرف مشبه

<<  <  ج: ص:  >  >>