للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في سنة واحدة، فظلم، وأخذ أموالنا بغير حق؛ حتى لم يبق لنا إلا شيء قليل من المال، فكيف يكون حالنا، أو كيف يبقى لأحد لو صار عمرو عاملا في زكاة عامين؟ ثم أقسم، فقال: والله لو صار عاملا سنتين؛ لصارت القبيلة هلكى، فلا يكون لهم عند التفرق في الحرب جمالان، فيختل أمر الغزوات. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٥٩] من سورة (الفرقان).

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض. {فِرْعَوْنُ:} فاعله. {وَما:} الواو: صلة. (ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {رَبُّ:} خبره، وهو مضاف، و {الْعالَمِينَ:} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {قالَ:} فعل ماض، والفاعل مستتر تقديره: «هو» يعود إلى {مُوسى}. {رَبُّ:} خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: «هو»، و {رَبُّ} مضاف، و {السَّماواتِ:}

مضاف إليه... إلخ. {وَالْأَرْضِ:} معطوف على ما قبله. (ما): اسم موصول مبني على السكون في محل جر معطوف على السموات والأرض. {بَيْنَهُمَا:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والميم والألف حرفان دالان على التثنية، والجملة الاسمية المقدرة: «هو رب...» إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {مُوقِنِينَ:} خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، وجملة:

{كُنْتُمْ مُوقِنِينَ} لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف، التقدير: فآمنوا به وحده، و {إِنْ} ومدخولها في محل نصب مقول القول.

{قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ (٢٥) قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٢٦) قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (٢٧)}

الشرح: {قالَ} أي: فرعون {لِمَنْ حَوْلَهُ} من أشراف قومه. قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: كانوا خمسمئة رجل عليهم الأسورة. {أَلا تَسْتَمِعُونَ} أي: جواب موسى، فإني أطلب منه ماهية إلهه الذي يدعيه، وهو يجيبني بأنه مالك السموات والأرض وما بينهما؛ أي: يجيبني بأفعاله، وآثاره، فهو يستغرب من جوابه؛ لأنهم يزعمون قدم السموات، والأرض، وينكرون حدوثهما، وأن لهما ربّا.

{قالَ} أي: موسى، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. {رَبُّكُمْ وَرَبُّ..}. إلخ:

أي: خالقكم، وخالق آبائكم، فإن لم تستدلوا على الخالق العظيم بما ذكرت لكم؛ فاستدلوا بخلقه لكم، ولآبائكم الأولين. وإنما قال: ورب آبائكم؛ لأن فرعون كان يدعي الربوبية على أهل عصره دون من تقدّمهم، وهذا شأن كلّ من ادّعى الألوهية لنفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>