يقال: للناس، وقد نطق القرآن الكريم بهذا الأصل، ولكن بدون لام التعريف، قال تعالى:{يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ} وقيل: إن أصله: النوس، ولم يحذف منه شيء وإنما قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وانظر شرح الإنسان في الآية [١١] من سورة (الإسراء).
الإعراب:{اِقْتَرَبَ:} ماض. {لِلنّاسِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {حِسابُهُمْ:} فاعل، والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {وَهُمْ:} الواو:
واو الحال. (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {فِي غَفْلَةٍ:} متعلقان بمحذوف خبر أول. {مُعْرِضُونَ:} خبر ثان مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، هذا؛ وأجيز تعليق الجار والمجرور بمحذوف حال من الضمير المستتر في {مُعْرِضُونَ} تقدم عليه. والأول أقوى، والجملة الاسمية:{وَهُمْ..}. إلخ في محل نصب حال من (الناس) والرابط: الواو والضمير. وجملة:{اِقْتَرَبَ..}. إلخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
الشرح:{ما يَأْتِيهِمْ} أي: أهل مكة. {مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} أي: جديد، أو متجدد إنزاله، لا أنه مخلوق، والمراد ب:(الذكر) الآيات التي تنزل بعد الآيات، والسورة التي تنزل بعد السورة. أو المراد به ما يذكرهم به النبي صلّى الله عليه وسلّم ويعظهم، وإضافته إلى {رَبِّهِمْ؛} لأنه صلّى الله عليه وسلّم لا ينطق إلا بالوحي، فقوله، ووعظه، وتحذيره ذكر وهو محدث، وانظر شرح {ذِكْراً} في الآية رقم [٩٩] من سورة (طه). {إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ} أي: الذكر. {وَهُمْ يَلْعَبُونَ} أي: يستهزئون. وساهون لا هون، لا يعتبرون، ولا يتعظون. هذا؛ و «أتى» يستعمل لازما إن كان بمعنى: حضر، وأقبل، وقرب، كما في قوله تعالى:{أَتى أَمْرُ اللهِ..}. إلخ، ويستعمل متعديا إذا كان بمعنى: وصل، وبلغ، كما في الآية ونحوها، ومثله جاء في التعدية، واللزوم مع اختلاف اللفظ، واتفاق المعنى، كما في قوله تعالى:{إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} وقوله تعالى: {إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ..}. إلخ.
الإعراب:{ما:} نافية. {يَأْتِيهِمْ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والهاء مفعول به. {مِنْ:} حرف جر صلة. {ذِكْرٍ:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {مِنْ رَبِّهِمْ:}
متعلقان بمحذوف صفة ذكر، أو هما متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في {مُحْدَثٍ} متقدم عليه، وأجيز تعليقهما بمحذوف حال من {ذِكْرٍ؛} لأنه وصف بمحدث، وهو أضعف الأقوال. {مُحْدَثٍ:} صفة {ذِكْرٍ} على لفظه، وقرئ بالرفع صفة له على محله، وأجاز الكسائي نصبه على الحال، ولم أجد قراءة بالنصب. {إِلاَّ:} حرف