ينفروا، كما نقل عن ابن عباس-رضي الله عنهما-. وعلى هذا فليست منسوخة. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{إِلاّ}: هي «إن» الشرطية مدغمة في «لا» نافية. {تَنْفِرُوا}: مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {يُعَذِّبْكُمْ}:
مضارع جواب الشرط، والفاعل يعود إلى (الله)، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا بإذا الفجائية. {عَذاباً}: مفعول مطلق.
{أَلِيماً}: صفته. {وَيَسْتَبْدِلْ}: معطوف على جواب الشرط مجزوم مثله، ويجوز في مثله الرفع والنصب، كما رأيت في الآية رقم [٢٨٣] من سورة (البقرة). وقد قرئ هناك بالرفع والنصب والجزم، ولكن هنا لم أطلع على غير قراءة الجزم، والفاعل يعود إلى (الله). {قَوْماً}: مفعول به. {غَيْرَكُمْ}: صفة قوما، والكاف: في محل جر بالإضافة. {وَلا}: الواو: حرف عطف.
فاعله، والهاء: مفعول به. {شَيْئاً}: نائب مفعول مطلق، وقيل: مفعول به ثان، و «إن» الشرطية ومدخولها كلام مستأنف لا محل لها. {وَاللهُ}: مبتدأ. {عَلى كُلِّ}: متعلقان ب: {قَدِيرٌ} بعدهما، و {كُلِّ}: مضاف، و {شَيْءٍ}: مضاف إليه. {قَدِيرٌ}: خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:{وَاللهُ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
الشرح:{إِلاّ تَنْصُرُوهُ}: المعنى إذا لم تنصروا محمدا صلّى الله عليه وسلّم على أعدائه، وذلك بالخروج معه إلى غزوة تبوك، فإن ليست على بابها من الشك، بل الكلام يفيد التحقيق، وصحة الوقوع، وتأكيده. {فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ}: أيده بنصره، وحفظه، ورعاه وقت أخرجه الذين كفروا من بلده مكة المكرمة، وأسند الإخراج إلى الذين كفروا؛ لأنهم سببه حيث تآمروا على قتله، أو حبسه فعند ذاك أذن الله له بالخروج. {ثانِيَ اثْنَيْنِ} أي: أحد اثنين، وهذا كثالث ثلاثة، ورابع أربعة، وهكذا، فإذا اختلف اللفظ، فقلت: رابع ثلاثة، وخامس أربعة، فالمعنى صير الثلاثة أربعة بنفسه، والأربعة خمسة. {إِذْ هُما فِي الْغارِ} أي: الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وأبو بكر الصديق رضي الله عنه؛ الذي صحبه